أحكام الترتیل و التلاوة القرآنية (برواية حفص عن عاصم)

هویة الکتاب

أحكام الترتیل و التلاوة القرآنية

(برواية حفص عن عاصم)

إعداد

مضر السيد علي خان المدني

ص: 1

اشارة

الإهداء

إلى الثرى الطاهر المكتنز عبقاً رسالياً يضمخ كل من يلثمه...

إلى الأرض التي تشرفت بكل نبي آثر أن يتخذها موطنا لخلواته وهو يتلذذ بعذب المناجاة..

إلى البقعة الشريفة التي حجَ إليها أئمة الهدى , وهم يلهجون بلهفة ترقد على حر الدعاء..

إلى موضع الإستجارة و كشف الكربات الذي أمَه الأتقياء , فأجارهم الله فيه و كشف عن كرباتهم..

إلى المكان الذي منَ الربَ الكريم عليّ لأكون خادمه الأول..

إلى مسجد السهلة المعظم .. أهدي هذا الجهد المتواضع سائلاً العزيز الجليل لي و للعاملين فيه و لزائريه حسن العاقبة..

ص: 2

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

منّ الله تعالى على العاملين في عتبة مسجد السهلة المعظم بافتتاح الدورة المباركة لتعليم التلاوة القرآنية في رحاب المسجد المشرف.

و كان من لطفه جلّ شأنه أن يتوفق أحد المؤمنين المخلصين لتولي هذا الجهد الكبير , فابتدأ بإلقاء المحاضرات اليومية على نخبة من منتسبي المسجد الشريف يوم الجمعة المبارك الموافق للأول من شهر ربيع الأول لسنة 1430ﻫ.

و قد اعتمد في منهجه أسلوب الشرح المفصل للأحكام, مع التطبيق الصوتي لها وفق الآيات القرآنية الكريمة, ثم الانتقال إلى تلاوة السور الشريفة , وتقسيم تلك التلاوة على المشاركين , ليتم من خلال ذلك التنبيه إلى الأخطاء التي ترافقها, من خلال تطبيق الأحكام التي يتم شرحها.

وكان لجهده الواضح و الذي لم يأمل منه سوى جزيل الأجر و عالي المثوبة, أن يتوفق المشاركون إلى الأخذ بالصحيح , فتنامت القدرات واضحة, تمسكا بكتاب الله العزيز.

و قد هداني الله العزيز الحكيم – وأنا أحد تلاميذ هذه الدورة- أن أعد هذا الجهد المتعلق بأحكام التلاوة؛ رغبة في أن يكون منهجا للمشاركين في الدورة , و ما يليها من دورات تأمل أمانة العتبة أن توفق إلى افتتاحها ؛ و لتكون

ص: 3

باكورة لرغبة في نفسي بافتتاح مدرسة القرآن الكريم في مسجد السهلة المعظم.

وقد عرضت هذا الكتاب على أستاذنا المكرم, فبوبه وأضاف بعض الملاحظات له, وأهله للطباعة بما يرتجى منه إتمام الفائدة المتوخاة عند قراءته.

نسأله جل و علا أن نكون ممن ارتضى.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مضر السيد علي خان المدني

النجف الأشرف 1 جمادى الآخرة 1430ﻫ

ص: 4

فضل قراءة القرآن الكريم

 قال الله تعالى: [ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ] (الإسراء 9)

 وقال سبحانه : [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً] (الإسراء 82)

 وقال سبحانه : [ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ] (فاطر 29)

 قال رسولَ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) : (( اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ ))

 قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ)).

 قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وعلى قراءة القرآن والحديث)).

 قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى ، صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا )).

قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( إن هذه القلوب تصدأ كما يفسد الحديد قالوا يا رسول الله مم جلاؤها قال تلاوة القرآن)).

قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( خير الأعمال الحل والرحلة قيل : وما هما ؟ قال : افتتاح القرآن وختمه)).

قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): (( من قرأ في يوم وليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مئة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مئتي

ص: 5

آية لم يحاجه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمئة كتب له قنطار من الأجر)).

 قال رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): ((منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ )).

 قال رسولُ اللَّهِ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم): ((إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ )).

 قال الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)في صفين : ((ألا إنكم ملاقو القوم غدا فأطيلوا الليلة قيامكم وصلاتكم وأكثروا تلاوة القرآن ، وسلوا الله الصبر والعفو والعافية)).

 قالت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) : (( دخل عليً رسول الله(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم),وقد افترشت فراشي للنوم فقال لي: يا فاطمة لا تنامي إلاّ وقد عملت أربعة:ختمت القرآن, وجعلت الأنبياء شفعاءك, وأرضيت المؤمنين عن نفسك, وحججت واعتمرت.. قال هذا وأخذ في الصلاة,فصبرت حتّى أتمّ صلاته قلت:يا رسول الله(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال, فتبسم (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) وقال : إذا قرأت قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات , فكأنك ختمت القرآن,وإذا صليت عليً ,وعلى الأنبياء قبلي كنّا شفعاءك يوم القيامة,وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك, وإذا قلت : سُبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقد حججت واعتمرت))

 قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((يجئ القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة ، فيمر بالمسلمين ، فيقولون : هذا الرجل منا ، فيجاوزهم إلى النبيين ، فيقولون : هو منا ، فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين ، فيقولون : هو منا ، حتى ينتهي إلى رب العزة عزوجل فيقول : يا رب

ص: 6

فلان ابن فلان أظمأت هواجره ، وأسهرت ليله في دار الدنيا ، وفلان ابن فلان لم أظمئ هواجره ، ولم أسهر ليله ، فيقول تبارك وتعالى : أدخلهم الجنة على منازلهم فيقوم فيتبعونه فيقول : للمؤمن : إقرأ وارقه . قال : فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها )).

آداب وسنن تلاوة القرآن الكريم

. إخلاص النية لله وحده والبعد عن الرياء والسمعة.

. الطهارة من الحدثين

. طهارة ونظافة المكان والبدن والثياب

. تنظيف الفم بالسواك

. يستحب استقبال القبلة وتجوز القراءة ماشيا ومضطجعا وواقفا

قال تعالى : [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] (آل عمران 191)

. الاستعاذة من الشيطان الرجيم

لقوله تعالى : [فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ] (النحل 98)

. القراءة بخشوع قلب وسكون جوارح مع استشعار عظمة من يقرأ كلامه

لقوله تعالى: [لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] (الحشر 21)

ص: 7

وقوله : [وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ] (الإسراء 109)

. التدبر والتفكر في معاني الآيات التي تقرأ.

لقوله تعالى: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا] (محمد 24)

وقوله: [كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ] (ص 29)

. ترتيل القرآن ترتيلا وعدم هذره وأن لا يختمه في أقل من ثلاث ولا يجعل همه عند القراءة بلوغ آخر السورة.

لقوله سبحانه وتعالى : [وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً] (المزمل 4)

. سؤال الله من رحمته عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ من عذابه عند المرور بآيات العذاب.

. تحسين الصوت عند القراءة

. قطع القراءة آية آية

. العمل بالقرآن والائتمار بأوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.

. الاستماع والإنصات إلى قراءة غيره وعدم الإنشغال عنها

لقوله سبحانه وتعالى : [وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] (الأعراف 204).

. عدم قطع القراءة إلا لضرورة

ص: 8

. وجوب السجود عند تلاوة أو سماع آيات السجدات الواجبة, واستحباب ذلك في آيات السجود المستحبة.

ص: 9

علم القراءات

اشارة

رواية حفص عن عاصم

الأحرف السبعة

عن ابن عباس (رض) أن رسول الله(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم)قال: (( أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف )).

وعن أبي بن كعب أن جبريل (عليه السلام) أتى النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) فقال :(( إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا. ))

و أشهر أقوال العلماء في تحديد معنى الأحرف السبع أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة كلغة قريش ولغة هذيل ولغة هوازن وغيرها؛وذلك مراعاةً لما بين هذه اللغات من الفوارق.

وتجدر الإشارة الى أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المتواترة اليوم. وهذا الإلتباس سببه اتحاد العدد بين الأحرف والقراءات. ولم تُعرف القراءات السبع إلا في القرن الرابع على يد المقرئ ابن مجاهد الذي جمع قراءات بعض الأئمة القراء، فاتفق أن كان عددها موافقا لعدد الأحرف.

ص: 10

علم القراءات

كان الصحابة يتلون القرآن كما سمعوه من النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّم) أثناء صحبتهم له، ومن المشتهرين بإقراء القرآن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وابن عباس وعبد الله بن السائب.

وعن هؤلاء الصحابة وأمثالهم من حملة القرآن رواه بقراءاته التابعون ونصب أعينهم المصحف الذي خطه أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) ، وتقيدوا بما تلقوه شفاهة من الصحابة حرفا حرفا وحركة وسكونا، واشتهر منهم في كل مصر من الأمصار جماعة كانوا يقرئون الناس ويأخذون القراءة عنهم عرضا كل آية وكل كلمة وكل حركة، في مكة وفي المدينة وفي الكوفة وفي البصرة وفي الشام.

وتكاثر في كل مصر من هذه الأمصار خلفاء الجيل الأول من التابعين، ليعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، ويجعلوها علما ؛ يرتحل إليهم الطلاب لتعلم القرآن وقراءاته، حيث كانت كل جماعة منهم تقرأ القرآن حسبما تلقته من الأسلاف، وتستقر على الوجه الذي تعلمته لا تكاد تتعداه، فاختلفت القراءات حسب التلقي و لكن ضمن لغة قريش التي كتب بها المصحف الشريف.

وفي هذه الفترة، أي منذ القرن الثاني الهجري نهض علماء القراءات يؤلفون كتبا في القراءات المختلفة، محاولين ضبطها وتمييزها بجميع خصائصها عن غيرها من حيث الإدغام والإمالة والتسهيل والإظهار والإخفاء وغيرها من مصطلحات علم القراءات.

ص: 11

وبمرور الوقت تكاثر عدد حملة القراءات القرآنية، وتعددت طرق القراءة، حتى وصلت إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك أن يكون ذلك بابا لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء، وكان فيهم المتقن المجيد، وكان فيهم غير المتقن الذي قد يعتريه النسيان.

وكان هذا الاختلاف مدعاة إلى اختيار سبعة من أئمة القراءات اتبعت طريقتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

القراءات المشهورة

م - أئمة القراءات - رواة القراءات

القراءات السبع المتواترة

1 - نافع المدني = قالون = ورش

2 - إبن كثير المكي = البَزي = قُنْبل

3 - أبو عمرو بن علاء = الدوري = السوسي

4 - ابن عامر الدمشقي = هشام = ابن ذكوان

5 - عاصم بن أبي النجود الكوفي = شعبة = حفص

6 - حمزة بن حبيب الزيات الكوفي = خَلَف = خلاّد

ص: 12

7 - الكسائى الكوفي = أبو الحارث = حفص الدوري

القراءات الثلاث المتممة للعشر

8 - أبو جعفر المدني = ابن وردان = ابن جُمَّاز

9 - يعقوب البصري = رُوَيس = رَوح

10 - خلف بن هشام البزار = إسحق = إدريس

وكل ما نُسب لأحد هؤلاء العشرة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب إليهم يسمى (رواية) فقيل مثلاً: قراءة عاصم براوية حفص ، وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا.

و القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون ، في تونس، و مصر، وليبيا. وبرواية ورش في تونس ، و مصر ، والسودان, و الجزائر، و المغرب الأقصى،. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، ومعظم مصر، والهند، وباكستان، وتركيا،و إيران, وأفغانستان، كما تقرأ قراءة أبي عمرو البصري في السودان.

القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة

قد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءةالصحيحة،والقراءةالشاذة

أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:

ص: 13

- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية.

- أن توافق القراءة رسم المصحف المسمى بمصحف عثمان.

- أن تُنقل نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور.

فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم.أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من

الأركان الآنفة.

وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمها وتدوينها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب.

و يلاحظ أن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزلة من عند الله تعالى، وموحى بها إلى النبي (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) ، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من تلقي القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة.

ص: 14

رواية حفص عن عاصم

و سنتناول هنا دراسة رواية حفص عن عاصم فقط وهي أكثر الروايات انتشارا في العالم الإسلامي اليوم.

حفص : هو أبو عمرو حفص بن سليمان الأسدي الكوفي ولد سنة 90 ﻫ وتوفي سنة 180ﻫ .

عاصم : هو أبوبكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي الإمام الراوي الثقة

وأحد القراء العشرة المشهورين. توفي سنة 127 ﻫ.

وقرأ عاصم الكوفي على زر بن حبيش وأبي عبدالرحمن السلمي الذين أخذا عن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم.

ص: 15

مخارج الحروف

اشارة

تعريف المخرج

المخرج : هو محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت فيتميز به عن غيره، سواء كان الصوت معتمدا على مخرج محقق أو مخرج مقدر.

المخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين

المخرج المقدر : هو الذي ليس له حيز معين وهو مخرج حروف المد الثلاثة.

ص: 16

كيفية إيجاد المخرج

يمكنك معرفة مخرج الحرف بالنطق به ساكنا أو مشددا مع إدخال همزة الوصل عليه والبدء بها محركة بأي حركة (الفتح أو الكسر أو الضم)، فحيثما ينقطع صوت النطق بالحرف فثمّ مخرجه.

إذا قلت مثلا " أبْ " فستجد مخرج حرف الباء من الشفتين.

وإذا قلت مثلا " أَنْ " فستجد أن مخرج حرف النون من طرف اللسان من جهة ظهره مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا.

عدد المخرج

اختلف علماء التجويد في تحديد عدد مخارج الحروف التفصيلية على ثلاثة آراء وأكثرها إجماعا أنها :سبعة عشر مخرجا.

وسيتم تفصيل هذه المخارج في الأبواب التالية وفق هذا الرأي .

تفصيل المخارج

اشارة

فهرس حسب ترتيب الأحرف الهجائية

ء ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط

ظ ع غ ف ق ك ل م ن ﻫ و ي -َا -ُو -ِي الغنّة

فهرس حسب المخارج الرئيسية

ص: 17

يمكن تقسيم المخارج التفصيلية السبعة عشر إلى خمسة مخارج رئيسية:

1. الجوف (مخرج واحد)

2. الحلق (ثلاثة مخارج)

3. اللسان (عشرة مخارج)

4. الشفتان (مخرجان)

5. الخيشوم (مخرج واحد)

المخرج الأول: الجوف

الجوف هو الخلاء أو الفراغ الممتد مما وراء الحلق إلى الفم.

وهو مخرج حروف المد الثلاثة :

- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (-َا)

- الواو الساكنة المضموم ما قبلها (-ُو)

- الياء الساكنة المكسور ما قبلها (-ِي)

وهذه الحروف الثلاثة مجموعة في كلمة نُوحِيهَا في قوله تعالى : [تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ]

وهذا المخرج تقديري حيث لا يمكن تحديد حيز معين تخرج منه هذه الحروف، بل تخرج من الجوف وتنتهي بانتهاء الصوت في الهواء تقديرا.

ص: 18

المخرج الثاني: الحلق

في الحلق أو الحلقوم ثلاثة مخارج لستة حروف :

1. أقصى الحلق: مما يلي الصدر وهو الأبعد عن الفم: ويخرج منه الهمزة والهاء (ء - ﻫ). ومخرج الهمزة أبعد من مخرج الهاء.

2. وسط الحلق: ويخرج منه حرفي العين والحاء (ع - ح) ومخرج العين أبعد من الحاء

3. أدنى الحلق: وهو أقربه إلى الفم ومنه يخرج حرفي الغين والخاء (غ - خ) ومخرج الخاء أقرب إلى الفم من مخرج الغين.

المخرج الثالث: اللسان

في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفا. وهي :

1. أقصى اللسان (أبعده مما يلي الحلق) مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف القاف (ق)

2. أقصى اللسان قبل مخرج حرف القاف قليلا مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف الكاف (ك) ومخرج الكاف أقرب إلى الفم من مخرج القاف.

3. وسط اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا: ويخرج منه ثلاثة حروف وهي الجيم والشين والياء غير المدية. (ج – ش - ي).

والياء غير المدية هي الياء المتحركة أو الياء الساكنة التي لا يسبقها كسر.

ص: 19

ويكون مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان باللثة العليا إلصاقا معتدلا أما الياء والشين فيكون بتجاف.

4. إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا: ومنه يخرج أدق حروف العربية نطقا وهو حرف الضاد (ض). وخروج الضاد من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالا من الحافة اليمنى.

5. إحدى حافتي اللسان (أو كلتاهما) مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا (لثة الضاحكين والنابين والرباعيتين والثنيتين): ويخرج منه حرف اللام (ل).

6. طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه حرف النون (ن).

7. طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا: يخرج منه حرف الراء (ر). ومخرج الراء قريب من خرج النون إلا أنه أدخل إلى ظهر اللسان.

8. طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا: ومنه مخرج الطاء والدال والتاء (ط – د – ت). ومخرج الطاء أبعدها ثم تحتها الدال ثم التاء.

9. طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى (مع إبقاء حيز ضيق بين سطح اللسان والحنك الأعلى لمرور الهواء هاربا): ويخرج منه السين والصاد والزاي (س – ص – ز).

10. طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: ومنه يخرج الثاء والذال والظاء (ث – ذ - ظ).

المخرج الرابع: الشفتان

ص: 20

وفيهما مخرجان تفصيليان لأربعة حروف:

1. ما بين الشفتين: ويخرج منهما :

- الباء والميم (ب - م) بانطباق الشفتين، والباء أقوى انطباقا.

- الواو غير المدية (و) بانفتاح الشفتين. والواو غير المدية هي الواو المتحركة والواو اللينة.

2. بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا: ويخرج منه حرف الفاء (ف).

المخرج الخامس: الخيشوم

الخيشوم هو الفتحة المتصلة من أعلى الأنف إلى الحلق. وتخرج منه الغنة.

والغنة صوت رخيم يرافق حرفي الميم (م) والنون (ن). والنون أغن من الميم.

وللغنة خمس مراتب :

1.أن تكون الميم والنون مشددتين نحو (وأنّا) و(لمّا) و(آمَنَّا) في قوله تعالى [وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً] (الجن 13)

2.أن تكون النون مدغمة بغنة نحو (فَمَن يُؤْمِن) في الآية السابقة.

3.أن تكون الميم والنون مخفاة نحو (كُنتُمْ بِهِ) في قوله تعالى: [هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ] (الصّافات21).

4.أن تكونا ساكنتين مظهرتين

5.أن تكونا متحركتين.

ص: 21

والغنة صفة ذاتية لازمة للنون والميم إلا أنها لا تكون ظاهرة في المرتبتين الأخريين. أما في المراتب الثلاث الأولى فيجب إظهارها بمدها مقدار حركتين كما نبين ذلك في باب المدود.

و لم يذكر الخيشوم مع مخارج الحروف إذا أن الذي يخرج منه صفة (الغنة) وليس حرفا؛لأن الغنة هي الصفة الوحيدة من ضمن صفات الحروف التي تنفرد بمخرج مستقل عن مخرج الحرف الذي ترافقه. فبقية الصفات تخرج مع الحرف من مخرجه، أما الغنة فتخرج من الخيشوم لا من اللسان (مخرج النون) ولا من الشفتين (مخرج الميم).

ويرى بعض علماء التجويد أن الغنة إذا كانت ظاهرة في الميم والنون (حال التشديد والإدغام بغنة) انتقل مخرجاهما إلى الخيشوم. وبهذا يكون الخيشوم مخرجا للغنة ولحرفي الميم والنون إذا ما ظهرت هذه الصفة فيهما.

ص: 22

ألقاب الحروف

-َا -ُو -ِي | ء ﻫ ع ح غ خ | ك ق | ج ش ض ي

ل ن ر | ط ت د | ص ز س | ظ ذ ث | ف و ب م

للحروف ألقاب لقبت بها حسب المواضع التي تخرج منها أو ما يقاربها. وأول من وضع هذه الألقاب الخليل بن أحمد في كتابه العين.

1. الحروف الجوفية الهوائية المدية : وهي حروف المد الثلاثة (-َا -ُو -ِي) ولقبت بالجوفية لخروجها من الجوف كما هو مبين في باب المخرج الأول. وتلقب بالهوائية لخروج الهواء معها حال النطق بها. وتسمى أيضا في علم الصرف بحروف العلة.

2. الحروف الحلقية: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء : (ء ﻫ ع ح غ خ)

3. الحروف اللَّهَوية: وهي الكاف والقاف (ك ق) وسميت كذلك نسبة إلى اللهاة وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.

4. الحروف الشَّجْرِية: نسبة إلى شجر الفم وهو منفتح ما بين اللحيين. واختُلف في الحروف الشجرية فقيل الجيم والشين والياء غير المدية (ج ش ي) وقيل الجيم والشين والضاد (ج ش ض) وقيل الجيم والشين والضاد والياء غير المدية (ج ش ض ي). ولعل القول الأخير أقرب الأقوال إلى الصواب.

5. الحروف الذَّلْقِية: وهي اللام والنون والراء (ل ن ر). ولقبت بذلك نسبة إلى ذَلْق اللسان أي طرفه ولخفتها وسرعة النطق بها.

ص: 23

6. الحروف النِّطْعية: وهي الطاء والتاء والدال (ط ت د) ولقبت كذلك لأنها تخرج من نطع الحنك أي سقفه وهو ما ظهر في داخل الفم من الغار الأعلى.

7. الحروف الأَسَلِيَّة: وهي الصاد والزاي والسين (ص ز س). ولقبت بذلك لخروجها من أسَلَة اللسان أي ما دق منه. وهذه الحروف الثلاثة تشترك في صفة الصفير وتخرج من طرف اللسان الدقيق.

8. الحروف اللِّثَوية: وهي الظاء والذال والثاء (ظ ذ ث). وتخرج من قرب اللِّثة (بكسر اللام) واللثة ما حول الأسنان من اللحم.

9. الحروف الشفوية: وهي الفاء والواو غير المدية والباء والميم (ف و ب م). وسميت كذلك لخروجها من الشفتين أو من باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا (الفاء).

ص: 24

صفات الحروف وأقسامها

تعريف الصفة

الصفة هي الكيفية التي تعطى للحرف عند النطق به بحيث تميزه عن غيره.

فوائد معرفة صفات الحروف

- تمييز الحروف المشتركة في نفس المخرج بعضها عن بعض حال تأديتها. فمثلا الثاء والذال والظاء تخرج كلها من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولا يُميز بينها إلا بإعطاء كل حرف حقه من الصفات.

- تحسين النطق بالحروف وذلك بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.

-معرفة الحروف القوية والضعيفة من حيث الصفات وما يترتب عن ذلك من معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز وما يدغم إدغاما كاملا وما يدغم إدغاما ناقصا.

الصفات اللازمة والصفات العارضة

تنقسم الصفات إلى قسمين:

1. الصفات اللازمة: وهي الصفات التي من ذات الحرف لا تنفك عنه مطلقا. كالاستعلاء والهمس وسائر الصفات التي نتعرض إليها في الأبواب التالية.

2. الصفات العارضة: هي صفات مكملة للحرف تعرض له في أحوال معينة ولا تؤثر في ذاته إذا انفكت عنه، كالتفخيم والترقيق والإدغام

ص: 25

والمد والإخفاء وغير ذلك. ونفصل هذه الصفات العارضة في مباحث منفصلة.

عدد الصفات اللازمة

اختلف العلماء في عددها وأشهر الأقوال أنها سبعة عشر صفة لازمة.

أقسام الصفات اللازمة

تنقسم الصفات اللازمة إلى قسمين:

1. الصفات المتضادة: وهي خمس مجموعات في كل مجموعة صفتان متضادتان. فإذا وجدت صفة منهما في حرف امتنع عليه ضدها، ولا بد للحرف من أن يتصف بأحدهما. وهذه الصفات هي:

- الهمس وضده الجهر

- الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط أو البينية

- الاستعلاء وضده الاستفال

- الإطباق وضده الانفتاح

- الإصمات وضده الإذلاق

2. الصفات التي لا ضد لها: وهي سبع صفات:

- القلقلة

- الصفير

- الانحراف

ص: 26

- التفشي

- الاستطالة

- التكرير

وأضاف بعض العلماء صفتين أخريين لا ضد لهما وهما : الخفاء والغنة.

ولاستخراج صفات حرف ما، نقوم أولا باستعراض مجموعات الصفات المتعارضة، فنثبت للحرف أحد الصفتين. وبناء على هذا ينبغي أن يتصف كل حرف بخمس صفات من ذوات الأضداد.

ثم بعد ذلك نقوم بعرضه على بقية الصفات التي لا ضد لها، فإن كان متصفا بأحدها أثبتنا له هذه الصفة وأضفناها إلى الخمس المتقدمة.

هذا ولا يتصف الحرف بأقل من خمس صفات (المتضادة) ولا أكثر من سبع (الخمس المتضادة مع صفتين أخريين)

الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة

يمكن تقسيم الصفات اللازمة إلى صفات قوية وأخرى ضعيفة وأخرى متوسطة.

1. الصفات القوية: وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والقلقلة والصفير والانحراف والتفشي.

2. الصفات الضعيفة: وهي الهمس والرخاوة والاستفال والانفتاح واللين والخفاء.

3. الصفاتت المتوسطة: التوسط (بين الشدة والرخاوة) والإصمات والذلاقة.

ص: 27

والبعض يقسم الصفات إلى قوي وضعيف بجعل التوسط والذلاقة من الصفات الضعيفة والإصمات من الصفات القوية.

الصفات اللازمة المتضادة

1. الهمس

لغة: الخفاء

اصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج.

حروفه: عشرة حروف مجموعة في قول: فحثه شخص سكت.

2. الجهر

لغة: الإعلان

اصطلاحا: انحباس جريان النفس جزئيا عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج.

حروفه: باقي حروف الهجاء التسعة عشر (عدا حروف الهمس) وهي مجموعة في قول: عَظمَ وَزْنُ قَارِي ذِي غَضِّ جِدِّ طَلَب (أي رجح ميزان قارئ ذي غض للبصر واجتهاد في طلب العلم).

3. الشدة

لغة: القوة

اصطلاحا: عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج.

ص: 28

حروفه: ثمانية حروف مجموعة في قول : أجد قط بكت

4. الرخاوة

لغة: اللين

اصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف.

حروفه: ستة عشر حرفا ما عدا حروف الشدة والتوسط وهي : ث ح خ ذ ز س ش ص ض ظ غ ف ﻫ و ي ا (الألف)

5. التوسط أو البينية

اصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف. وهي صفة بين الشدة والرخاوة بحيث لا ينحبس معها الصوت انحباسه مع حروف الشدة ولا يجري معها جريانه مع حروف الرخاوة.

حروفه: خمسة حروف يجمعها قول: عن رمل

الفرق بين الشدة والجهر:

في الشدة كمال اعتماد على المخرج وفي الجهر قوة اعتماد على المخرج.

في الشدة ينحبس الصوت وفي الجهر ينحبس النفس.

الحروف تجمع بين الشدة والجهر ستة وهي قطب جد والهمزة. ويحتبس عند النطق بها الصوت والنفس.

6. الاستعلاء

لغة: الارتفاع

ص: 29

اصطلاحا: ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى.

حروفه: سبعة حروف مجموعة في قول: خُصَّ ضَغطٍ قِظ

7. الاستفال

لغة: الانخفاض

اصطلاحا: انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

حروفه: اثنان وعشرون حرفا وهي باقي الحروف الهجائية التي لا تتصف بالاستعلاء: ء ب ت ث ج ح د ذ ر ز س ش ع ف ك ل م ن ه و ي ا

8. الإطباق

لغة: الالتصاق

اصطلاحا: إلصاق أكثر اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

حروفه: أربعة حروف : الصاد والضاد والطاء والظاء ص ض ط ظ

حروف الإطباق أقوى الحروف وأشدها تفخيما.

والإطباق أخص من الاستعلاء حيث يلزم من الإطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق. فكل حروف الإطباق تتصف بالاستعلاء وليس كل حرف مستعل يتصف بالإطباق.

9. الانفتاح

لغة: الافتراق

اصطلاحا: تجافي اللسان أو معظمه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

ص: 30

حروفه: خمس وعشرون حرفا أي باقي حروف الهجاء وهي مجموعة في قول : من أخذ وجد سعة فزكا حق له شرب غيث

10. الإذلاق

لغة: السرعة والخفة والطرف وذلاقة اللسان أي حدته وطلاقته وفصاحته.

اصطلاحا: سرعة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو من الشفتين.

حروفه: ستة حروف : بعضها يخرج من طرف اللسان وهي اللام والنون والراء (ل – ن – ر) وبعضها يخرج من طرف الشفتين وهي الفاء والميم والباء (ف – م – ب).

وهذه الحروف الستة يجمعها قول : فرّ من لُبِّ.

ونتظرا لخفتها فعلى القارئ الانتباه إلى هذه الحروف أثناء التلاوة.

11. الإصمات

لغة: المنع

اصطلاحا: ثقل النطق بالحرف.

حروفه: ثلاثة وعشرون حرفا: ويجمعها قول : جز غش ساخط صيد ثقة إذ وعظه يحضك. (أي: ابتعد عن غش ساخط للحق وابحث عن ثقة فإن وعظه يحثك على الخير).

وسميت هذه الحروف بالحروف المصمتة لامتناع انفرادها بالكلمات الرباعية الأصل أو الخماسية، فلا بد من وجود حرف (أو أكثر) من الحروف المتصفة بالذلاقة في هذه الكلمات يعادل بخفته ثقل المصمت. فإن

ص: 31

لم تجد ذلك فلك أن تحكم بأن الكلمة أعجمية دخيلة على كلام العرب. ومثال ذلك كلمة "عسجد" وهي فارسية معربة.

الصفات التي لا ضد لها

1. الصفير

لغة: حدة الصوت، صوت الطائر

اصطلاحا: صوت يشبه صوت الطائر يصحب النطق بالحرف.

حروفه: ثلاثة حروف وهي الصاد والزاي والسين (ص – ز – س). ويكون الصفير أقوى عند السكون مثل : يوسْوس في قوله تعالى: [الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ] (الناس 5)

2. القلقلة

لغة: الحركة

إصطلاحا: اضطراب في المخرج عند النطق بالحرف، وتظهر واضحة إذا كان الحرف ساكنا حتى تُسمع له نبرة قوية.

حروفه: خمسة حروف مجموعة في قول : قطب جد.

وجميع هذه الحروف تتصف بالشدة والجهر. وحيث أن الجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت كان لزاما قلقلة المخرج حتى يظهر صوت الحرف.

ص: 32

والقلقلة من الصفات اللازمة لحروف قطب جد سواء كانت هذه الحروف متحركة أو ساكنة، إلا أن هذه الصفة تكون واضحة أكثر عند سكون الحرف.

كيفية أدائها:

القلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ولا بالضمة ولا بالكسرة ولا يتأثر بالحركة التي قبله. وهذه الأحوال الثلاثة مجموعة في قوله تعالى: [فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ] (القمر 55)

ويتم أداء هذه الصفة بسرعة فصل اللسان أو الشفتين عن مخرج الحرف.

أقسامها:

1. قلقلة كبرى: إذا كان حرف القلقلة مشددا في آخر الكلمة الموقوف عليها. نحو الحجّ في قوله تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ] (البقرة 189) والحقّ في قوله تعالى: [قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ] (البقرة 71)

2. قلقلة وسطى: إذا كان حرف القلقة ساكنا في آخر الكلمة الموقوف عليها ولم يكن مشددا. نحو : الفلقْ في قوله تعالى: [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ] (الفلق 1) ، ونحو قريبْ، أحدْ، محيطْ..

3. قلقلة صغرى: إذا كان حرف القلقلة ساكنا في وسط الكلمة أو في آخر كلمة غير موقوف عليها. نحو أفتطْمعون وصدْق ومقْتدر في قوله تعالى: [فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ] (القمر 55) وكذلك مثل فاستجبْنا، ويدْعوننا، أستجبْ لكم.

3. اللين

ص: 33

لغة: السهولة

اصطلاحا: خروج الحرف من مخرجه بسهولة ويسر.

حروفه: حرفان وهما الواو والياء الساكنتين (غير المديتين) المفتوح ما قبلهما. نحو خوْف، هيْت، بيْت.

وزاد بعض العلماء الألف وذلك لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.

4. الانحراف

لغة: الميل

اصطلاحا: ميل الحرف وانحرافه عن مخرجه حتى يقرب من مخرج غيره.

حروفه: حرفان وهما اللام والراء: ل - ر.

فاللام فيها انحراف إلى مخرج اللسان والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان وميل قليل إلى مخرج اللام.

5. التفشي

لغة: الانتشار

اصطلاحا: انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الشين (ش).

6. التكرير

لغة: الإعادة والتكرار.

ص: 34

اصطلاحا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الراء (ر).

المراد من ذكر هذه الصفة اجتنابها لا فعلها وخاصة إذا كانت الراء مشددة. مثل قول الله سبحانه وتعالى: [الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ] (الفاتحة 3)

ووصف الراء بالتكرير يعني أنها قابلة له، فكلما ارتعد اللسان مرة خرجت راء. لذا يجب على القارئ عند النطق بالراء، عدم السماح بأكثر من ارتعادة واحدة.

وطريقة إخفاء التكرير تكون بإلصاق ظهر اللسان بما يحاذيه من الحنك الأعلى لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد.

تدرب جيدا على المثال السادس وذلك بتسجيل صوتك ثم الاستماع إليه ومقارنة أدائك لمخرج الراء بتلاوة الشيخ.

7. الاستطالة

لغة: الامتداد

اصطلاحا: طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الضاد (ض).

ومثال ذلك (المغضوب) و(الضَّالين) في قوله تعالى: [صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ] (الفاتحة 7)

وأيضا قوله تعالى : [وَالضُّحَى] (الضحى 1)

ص: 35

علم التجويد

تعريفه

لغة : التحسين والإتقان.

اصطلاحا : هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن طبقا لما تلقاه المسلمون عن رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم)، وذلك بإعطاء كل حرف حقه مخرجا وصفة وحركة، من غير تكلف ولا تعسف.

فائدته

صون اللسان عن الخطأ واللحن في كلام الله سبحانه وتعالى.

طريقة أخذ علم التجويد

1. أن يستمع المتعلم لقراءة معلمه، وهذه طريقة المتقدمين.

2. أن يقرأ الطالب أمام معلمه وهو يصحح له.

والأفضل الجمع بين الطريقتين.

و إن هذا العلم لا يُتعلم من الكتب لوحدها, بل لا بد من الرجوع إلى المتقنين من علماء التجويد، فثمة دقائق وأحكام لا تُدرك إلا بالسماع المباشر والمشافهة.

كما أن على طالب هذا العلم أن يُكثر من الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القراء المعروفين.

ص: 36

مراتب القراءة

(1) التحقيق

تلاوة القرآن بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني ومراعاة مختلف أحكام التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.

(2) الحدر

الإسراع في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.

(3) التدوير

التوسّط بين التحقيق والحدر.

وهذه الأساليب الثلاثة جائزة وتدخل كلها في صفة الترتيل الواردة في قول الله سبحانه وتعالى : : [وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً] (المزمل 4)

ص: 37

اللحن في القراءة

تعريفه

هو الخطأ والميل عن الصواب في القراءة. وينقسم إلى قسمين : لحن جلي ولحن خفي.

اللحن الجلي

وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بمعاني القرآن إخلالا ظاهرا. وسمي جلياً لوضوحه وظهوره للقراء والمستمعين. وعلى هذا فإن هذا النوع من اللحن لا يجوز شرعا.

قد يكون اللحن الجلي بإبدال حرف مكان آخر كإبدال الطاء دالاً أو نطق الذال زايا أو الثاء سينا.

وقد يكون بتغيير حركات الحروف، كأن يبدل الفتحة كسرة أو السكون حركة. وربما أدى هذا التبديل إلى تغيير معنى الآية، كضم تاء "لست" في قوله تعالى : [لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ] (الغاشية 22) (وهذا خطأ فادح، لتغير معنى الآية تماما).

اللحن الخفي

وهو خطأ يطرأ على قواعد التجويد وكمال النطق دون الإخلال بالمعنى أو الإعراب. وسمي خفيا لأنه يخفى على عامة الناس ولا يدركه إلا القراء.

ص: 38

ومثله ترك الغنّة والإخلال بأحكام المدود، وتفخيم ما يجب ترقيقه وترقيق ما يجب تفخيمه إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة.

ص: 39

الاستعاذة والبسملة

الاستعاذة

معناها : الالتجاء إلى الله والتحصن به من شر الشيطان الرجيم ووساوسه وهمزه ونفخه ونفثه.

صيغتها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

فقد كان رسول الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم) يقول قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لقوله تعالى: [ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] (النحل 98).

محلها : تكون الإستعاذة قبل القراءة، وليست من القرآن.

الجهر والإسرار بها :

يجهر بالاستعاذة إذا كان يقرأ جهرا وهناك من يسمعه, أو في بداية الدرس,ويسر بها إذا كان يتدارس القرآن في جماعة ولم يكن المبتدئ بالقراءة

البسملة

معناها : مصدر فعل بسمل أي قال "بسم الله" وتسمى أيضا التسمية من فعل "سمى"

صيغها : صيغة واحدة : [ بسْمِ الله الرَّحمْنِ الرَّحِيمِ ]

ص: 40

محلها : قبل الشروع في القراءة.

و لا بد من البسملة قبل كل سورة لأنها آية في كل سورة عدا سورة التوبة .

و البسملة جزء من الآية 30 من سورة النمل : [إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ].

ولا يجوز وصل آخر السورة الأولى بالبسملة ثم قطع البسملة عن السورة اللاحقة لأن محل البسملة أوائل السور وليس آخرها.

أما البسملة بين سورتي الأنفال والتوبة : فلها ثلاثة أوجه :

1. وصل آخر الأنفال بأول التوبة.

2. الوقف على آخر الأنفال ثم البدء بأول التوبة (دون بسملة)

3. السكت (الوقف دون تنفس) على آخر سورة الأنفال ثم البدء بالتوبة

ص: 41

الإدغام في القرآن الكريم

تعريف الإدغام

لغة: الإدخال.

اصطلاحا: اللفظ بحرفين حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. أو التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد.

أسباب الإدغام

للإدغام ثلاثة أسباب هي :

-التماثل: أن يتحد الحرفان اسما ورسما ومخرجا وصفة كالفاء مع الفاء في قوله تعالى: [فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً] (الإسراء 33) أو الباء مع الباء في قوله تعالى: [وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ] (البقرة 60)

-التقارب: أن يتقارب الحرفان في المخرج والصفة، كالنون مع اللام في قوله تعالى: [أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ] (البقرة 12) أو يتقاربان في المخرج فقط كالقاف مع الكاف مثل قوله تعالى: [أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ] (المرسلات 20) أو يتقاربان في الصفة فقط كاللام مع الراء ومثال ذلك قوله تعالى: [وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً] (طه 114)

-التجانس: أن يتحد الحرفان في المخرج ويختلفا في الصفة كالتاء مع الدال في قوله تعالى: [قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا] (يونس 89)

ملاحظة: الصفة الرابعة التي تربط الحروف هي التباعد وتعني الاختلاف في المخرج والصفة. والتباعد، عكس التماثل والتقارب والتجانس، يمنع

ص: 42

الإدغام ويوجب الإظهار.كاللام مع الهاء في قوله تعالى: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ] (الإخلاص 1)

أقسام الإدغام

الإدغام قسمان:

الإدغام الكبير: هو التقاء حرف متحرك بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا مشددا.

ليس في رواية حفص عن عاصم من هذا النوع إلا كلمات معدودة في المتماثل، مثل:

-كلمة تَأْمَنَّا في قوله سبحانه وتعالى: [قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ] (يوسف 11) والأصل هو تأمنُنَا ولكن أُدغم حرف النون المرفوع إعرابا في النون الذي بعده فأصبحت تَأْمَنَّا. ويتم نطق هذا الإدغام مع الإشمام أو الاختلاس وهو الإتيان ببعض الحركة بضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة، إشارة إلا أن الحركة المحذوفة هي ضمة النون الأولى.

-كلمة أَتُحَاجُّونِّي في قوله تعالى: [ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ] (الأنعام 80) إذ الأصل في كلمة أَتُحَاجُّونِّي: أتحاجونَنِي.

- كلمة [مَا مَكَّنِّي] (الكهف 95) الأصل فيها ما مكنَنِي.

ولا يوجد في رواية حفص أمثلة من الإدغام الكبير في المتجانس أو المتقارب.

ص: 43

الإدغام الصغير: هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. مثل إدغام التاء في التاء في قوله تعالى: [فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ] (البقرة 16)

وهذا النوع هو الذي نتناوله في الأبواب التالية بأنواعه الثلاثة: المتماثل والمتقارب والمتجانس.

الإدغام الكامل والإدغام الناقص

الإدغام الكامل: هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا وصفة بحيث يسقط الحرف المدغم تماما فلا يبقى له أثر في اللفظ.

ومثال ذلك: [قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا] (يونس 89) حيث سقطت التاء من اللفظ ذاتا وصفة.

مثال آخر: [أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ] (آل عمران 69) أدغمت النون هنا في الراء إدغاما كاملا ذاتا وصفة.

ملاحظة: يشار إلى الإدغام الكامل في رسم المصاحف بتعرية الحرف المدغم من السكون وتشديد الحرف المدغم فيه.

الإدغام الناقص : هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا لا صفة بحيث يسقط الحرف المدغم مع بقاء شيء من صفاته وذلك في أربع حالات:

- النون عند الواو نحو [وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ ] (الرعد 34) حين أدغمت النون في الواو بقيت غنتها وتقرأ مِ- ن -وَاق

-النون عند الياء مثل [مَن يَقُولُ] (البقرة 8) تقرأ م- ن -يَقُول

ص: 44

-الطاء عند التاء مثل [ لَئِن بَسَطتَ] (المائدة 28) حين أدغمت الطاء في التاء بقي إطباقها واستعلاؤها. ويلاحظ هنا أن الطاء سقطت فلا تقلقل.

-القاف عند الكاف مثل [أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ](المرسلات 20) لاحظ هنا أيضا أن القاف لا تقلقل.

إدغام المتماثلين

الإدغام الصغير ثلاثة أنواع: إدغام المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين. وهو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني.

فبالنسبة لإدغام المتماثلين فإن حفصا أدغم كل مثلين التقيا وكان أولهما ساكنا، نحو:

-التاء عند التاء: [فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ] (البقرة 16) وتقرأ فما رَبِحَتِّجَارَتُهُم

-الدال عند الدال: [وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ] (المائدة 61) وتقرأ وَقَدَّخَلُوا.

- الذال عند الذال: [وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً] (الأنبياء 87) وتقرأ إِذَّهَبَ

-الكاف عند الكاف: [أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ] (النساء 78) وتقرأ يُدْرِكُّم

-اللام عند اللام: [قُل لاَّ أَشْهَدُ] (الأنعام 19)

-الفاء عند الفاء: [فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً] (الإسراء 33)

ص: 45

-الباء عند الباء: [اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا] (النمل 28)

-الميم عند الميم: [قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ] (يونس 57)

-النون عند النون: [لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ] (البقرة 61)

-الواو الساكنة المفتوح ما قبلها عند الواو: [حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ] (الأعراف 95)

ولا إدغام إذا كان أول الحرفين حرف مد مثل:

-[الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ] (الرعد 29)

-[هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً] (الرعد 12)

ولحفص في قوله تعالى [مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ] (الحاقة 28، 29) وجهان عند الوصل: السكت مع الإظهار أو الإدغام.

إدغام المتقاربين

المتقاربان هو تقارب الحرفين مخرجا وصفة. وقد أدغم حفص وجوبا في الحالات التالية:

1. اللام الساكنة في الراء: ومثال ذلك:

-[وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً] (طه 114)

-[بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ] (النساء 158)

ص: 46

ولا يُستثنى من ذلك إلا قوله تعالى: [ كَلَّا بَلْس رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين 14) بسبب السكت الواجب على لام بل، وهذا السكت يمنع الإدغام.

2.النون الساكنة والتنوين في الواو والياء والراء والميم واللام وهي أحرف (ويرمل):

-التنوين مع الواو: [وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً] (النساء 123)

-النون الساكنة مع الياء: [فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ] (الذاريات 60)

-النون الساكنة مع الراء: [أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ] (البقرة 5) تقرأ مِرَّبّهم.

-النون الساكنة مع الميم: [وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ] (ابراهيم 16)

-النون الساكنة مع اللام: [وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً] (النساء 40)

ولا يستثنى من هذا إلا قوله تعالى: [وَقِيلَ مَنْس رَاقٍ] (القيامة 27) بسبب السكت الواجب على نون "من".

ملاحظة: اختلف القراء في هجاء [طسم] (الشعراء والقصص) (طا سين ميم) بين مظهر لنون "سين" ومدغم لها في الميم. والمتفق عليه عن حفص هو الإدغام.

3. القاف الساكنة في الكاف: [أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ] (المرسلات 20)

ص: 47

4. لام التعريف في الحروف الشمسية: ط ث ص ر ت ض ذ ن د س ظ ز ش ل

وهذه الحروف هي التي في أوائل كلمات البيت التالي:

طِب ثمّ صل رحما تفز ضِف ذا نعم

دع سوء ظن زر شريفا للكرم

وأمثلة هذا الإدغام: الطور، الثمرات، الصراط، الرحمن، التناد، الضالين، الذئب، الناس، الدين، السماء، الظالمين، الزّكاة، الشجرة، اللمم.

[اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ](الفاتحة 6)

[فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً] (الصافات 2)

إدغام المتجانسين

اشارة

المتجانسان هو إتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفة. ويكون إدغام المتجانسين في :

-الأحرف النطعية: التاء في الطاء والطاء في التاء والتاء في الدال والدال في التاء

-الأحرف اللثوية: الثاء في الذال والذال في الظاء

-الأحرف الشفوية: الباء في الميم

وقد أوجب حفص الإدغام في كل مواضع التقاء المتجانسين في القرآن الكريم ما عدا موضعين أجاز فيهما الإدغام والإظهار .

ص: 48

الإدغام الواجب في المتجانسين عند حفص

1. تاء التأنيث الساكنة في الطاء: ومثال ذلك:

-[وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ] (آل عمران 69) وتُقرأ ودطّائفة وهذا من الإدغام الكامل كما رأينا.

-[إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ] (آل عمران 122)

2. الطاء الساكنة في التاء نحو:

-[لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي] (المائدة 28) وتقرأ بس- ط -ت وهذا من الإدغام الناقص حيث سقطت الطاء وبقي إستعلاؤها وإطباقها.

-[وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف] (يوسف 80)

-[فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ] (النمل 22)

3. تاء التأنيث الساكنة في الدال نحو:

-[فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا] (الأعراف 189) تقرأ فلما أَثقَلَدَّعَوا من الإدغام الكامل

-[ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا] (يونس 89)

4. الدال الساكنة في التاء نحو:

-[قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ] (البقرة256) تقرأ قتّبيّن

-[وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ] (المائدة 89)

5. الذال الساكنة في الظاء وقد وقعت في موضعين:

ص: 49

-[وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ] (الزخرف 39) تقرأ إظّلمتم

-[ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ] (النساء 64)

الإدغام الجائز في المتجانسين عند حفص

6.الثاء في الذال في قوله تعالى: [يَلْهَث ذَّلِكَ ] (الأعراف 176)

7.الباء في الميم في قوله تعالى : [يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا] (هود 42)

ففي هذين الموضعين يجوز عند حفص الإدغام والإظهار.

ص: 50

أحكام النون الساكنة و التنوين

اشارة

النون الساكنة: هي النون غير المتحركة التي تثبت لفظا ووقفا وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وفي وسط الكلمة وآخرها.

التنوين: هو نون ساكنة زائدة تتبع آخر الاسم لفظا في الوصل وتفارقه خطا ووقفا. ولا تكون في الأفعال والحروف. ويعبر عن التنوين خطا بضمتين أو فتحتين أوكسرتين.

أحكام النون الساكنة والتنوين: لها أربعة أحكام: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، الإخفاء.

وهذه الأحكام الأربعة هي صفات حرف النون العارضة التي يتصف بها حال سكونه (ويدخل في ذلك التنوين).

تنبيه: قد يحرك النون منعا من التقاء ساكنين وفي هذه الحالة لا تنطبق عليه أحكام هذا الفصل. مثل قوله تعالى: [مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ] (البقرة 212)

وقد يُكسر التنوين عند التقاء ساكنين مثل:

-[جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي] (مريم 61) وتقرأ (عَدْنِنِلَّتي]

-[قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ] (الإخلاص 1-2) عند وصل الآيتين وتقرأ (أحَدُنِلَّه]

-[جَزَاءً الْحُسْنَى] (الكهف 88) وتُقرأ جزاءَنِلْحُسْنى.

-[ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ] (الحديد 27) وتقرأ ورهبانيّتَنِبْتَدعوها

ص: 51

وفي هذه الحالة أيضا لا يتصف النون بشيء من الصفات العارضة التي ذكرنا والتي يسميها علماء التجويد بأحكام النون الساكنة.

الإظهار

لغة: البيان

اصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في غنة الحرف المُظهَر. وعلى هذا يجب فصل النون الساكنة أو التنوين عن الحرف الذي بعدها من غير سكت عليه.

حروفه: تظهر النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها حرف من حروف الحلق الستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء (ء ﻫ ع ح غ خ) وهذه الحروف مجموعة في أوائل هذه الكلمات: أخي هاك علما حازه غير خاسر.

ويكون إظهار النون الساكنة في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين. أما إظهار التنوين فلا يقع حتما إلا في كلمتين.

أمثلة:

- النون الساكنة مع الهمزة

[وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي] (طه 124)

-التنوين مع الهمزة

[وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً] (النبأ 16)

-النون الساكنة مع الهاء

ص: 52

[وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ] (الأعراف 168)

[وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ] (الأنعام 26) في هذا المثال التقاء نون ساكنة مع الهاء في كلمة يَنْهَوْنَ والتقاء أخرى مع همزة في كلمة وَيَنْأَوْنَ، وفي الحالتين يجب إظهار النون.

-التنوين مع الهاء

[وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ] (الرعد 7)

- النون الساكنة مع العين

[مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ] (يونس 27)

-التنوين مع العين

[وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] (البقرة 29)

-النون الساكنة مع الحاء

[وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ] (الحجر 82)

-التنوين مع الحاء

[إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] (البقرة 220)

-النون الساكنة مع الغين

[وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ] (الحاقة 36)

-التنوين مع الغين

ص: 53

[إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً] (النساء 43)

-النون الساكنة مع الخاء

[وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ] (البقرة 74)

-التنوين مع الخاء

[فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ] (الزلزلة 7)

ضبط النون الساكنة والتنوين عند الإظهار

-توضع علامة السكون على النون المظهرة مثل : أَنْعَمْتَ.

-يتم ضبط التنوين المُظهر عن طريق تركيب حركتين (ضمتين أو فتحتين أو كسرتين):

أحكام الإدغام

اشارة

تعريفه: تقدم تعريف الإدغام في الفصل السابق.

حروفه: تُدغم النون الساكنة والتنوين في ستة حروف مجموعة في كلمة (يرملون)

أقسامه: قسمان إدغام بغنة وإدغام بلا غنة.

إدغام بغنة

يكون الإدغام بغنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).

ص: 54

وهو على قسمين: إدغام كامل بغنة وإدغام ناقص بغنة

إدغام كامل بغنة: له حرفان الميم والنون. والغنة الباقية عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في هذين الحرفين تكون للحرف المدغم فيه ولهذا كان الإدغام كاملا. ومثال ذلك:

-النون الساكنة مع النون

[وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا] (البقرة 219)

-التنوين مع النون

[وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ] (الغاشية 8)

-النون الساكنة مع الميم

[وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ] (ابراهيم 16)

-التنوين مع الميم

[وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ] (يوسف 32) هذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين من حيث الإدغام.

ملاحظة: عند الإدغام بغنة يجب مدها مقدار حركتين كما هو مبين في مبحث المدود.

إدغام ناقص بغنة: له حرفان الواو والياء. والإدغام ناقص هنا لأن الغنة الباقية صفة للحرف المدغم. ومثال ذلك:

-النون الساكنة و التنوين مع الواو

ص: 55

[وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ] (البقرة 107) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الواو في [مِن وَلِيٍّ] وإدغام للتنوين في الواو [وَلِيٍّ وَلاَ]

-النون الساكنة والتنوين مع الياء

[فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ] (الزلزلة 7) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الياء في كلمة [فَمَن يَعْمَلْ] وإدغام للتنوين في الياء [خَيْراً يَرَهُ]

إدغام بلا غنة

يكون الإدغام بلا غنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء. وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.

-النون الساكنة مع اللام

[وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً] (النساء 40)

-التنوين مع اللام

[هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ] (البقرة 2)

-النون الساكنة مع الراء

[أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ] (البقرة 5)

-التنوين مع الراء

[إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (البقرة 173)

استثناءات

ص: 56

1.يُشترط في الإدغام أن يكون الحرف المدغم والحرف المدغم فيه في كلمتين مختلفتين. فإذا التقيا في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمى إظهارا مطلقا. وفي القرآن أربع مواضع التقت فيها النون الساكنة بأحد حروف الإدغام في وسط الكلمة وهي: دنيا، صنوان، قنوان، بنيان

2. يُستثنى من قواعد إدغام النون الساكنة والتنوين:

- قوله تعالى [يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ] (يس 1-2) عند الوصل.

- وقوله [ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ] (القلم 1) عند الوصل.

وفي هذين الموضعين أظهر حفص النون في هجاء حرفي السين (من يس) والنون.

3. سبق الكلام في مبحث الإدغام حول هجاء فواتح سورتي الشعراء والقصص [طسم] ورأينا أن حفصا أدغم نون السين في الميم.

4. يستثنى أيضا من هذا،كما رأينا في باب إدغام المتقاربين، قوله تعالى: [وَقِيلَ مَنْس رَاقٍ] (القيامة 27) بسبب السكت الواجب على نون "من".

5.عند الوقف على الميم والنون بالسكون يجب إظهارهما إظهارا مطلقا.

الإقلاب

لغة: تحويل الشيء عن وجهه.

اصطلاحا: تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة بغنة إذا وقع بعدها حرف الباء.

ص: 57

ويتم إخفاء الميم المنقلبة عن النون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين وعدم الشد عليهما. كما يجب مد الغنة بعد الإقلاب مقدار حركتين.

أمثلة: قد يكون الإقلاب في كلمة واحدة وقد يكون في كلمتين.

-[أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى ] (البقرة 246)

-[كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ] (البقرة 261)

-[ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ] (آل عمران 44)

-[وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ] (آل عمران 15)

-[ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ] (البقرة 246)

-[كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ] (العلق 15) وهذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين في الإقلاب.

ضبط الإقلاب في المصاحف

يُشار إلى الإقلاب في رسم المصاحف بوضع ميم صغيرة فوق النون الساكنة التي بعدها باء إشارة إلى قلبها ميما نحو: (مِنْ بَعْدِ مُوسَى)

أما بالنسبة للتنوين فترسم حركة واحدة من الحركتين متبوعة بميم صغيرة نحو: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

الإخفاء

لغة: الستر.

ص: 58

اصطلاحا: النطق بالنون الساكنة أو التنوين على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة بقاء الغنة في الحرف المخفي.

حروفه: خمسة عشر حرفا مجموعة في أوائل كلمات البيت التالي:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما

دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

أداء الإخفاء: عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين يتحول مخرج النون من طرف اللسان (مع لثة الأسنان العليا) إلى قرب مخرج حرف الإخفاء. أي أن القارئ يجعل طرف لسانه مبتعدا قليلا عن لثة الأسنان العليا.

كما يُراعى أيضا مد الغنة مقدار حركتين، وتفخيمها –أي الغنة- إذا كان حرف الإخفاء مفخما نحو [إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً] (الإسراء 33) (وترقيقها إذا كان حرف الإخفاء مرققا مثل [إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً] (المزمل 12)

هذا ويجب الاحتراز من تحويل الغنة إلى حرف مد كنطق كلمة "كنتم" هكذا: "كونتم" وهذا خطأ.

أمثلة: قد تجتمع النون الساكنة مع حرف الإخفاء في كلمة واحدة وقد يكونان في كلمتين مختلفتين.

-[ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ] (الحاقة 6)

-[مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ] (البقرة 245)

-[وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ] (هود 9)

ص: 59

-[وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ] (الأنعام 8)

-[هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ] (المرسلات 35)

-[فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة 22)

-[وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ] (آل عمران 144)

-[وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ] (البقرة 50)

-[لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ] (آل عمران 92)

-[اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً] (الروم 54)

ضبط الإخفاء في المصاحف

يراعى في ضبط المصاحف تعرية الحرف المخفي من علامة السكون بالنسبة للنون الساكنة وتتابع الحركتين بالنسبة للتنوين.

ملخص

ص: 60

تطبيق

مثال: بيان أحكام النون الساكنة والتنوين في قوله تعالى: [فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (البقرة 256)

- فَمَن يَكْفُرْ: إدغام النون الساكنة في ياء (يكفر) إدغاما ناقصا بغنة.

- وَيُؤْمِن بِاللّهِ: إقلاب النون الساكنة ميما مخفاة بغنة عند حرف الباء.

-انفِصَامَ: إخفاء للنون الساكنة عند حرف الفاء.

-سَمِيعٌ عَلِيمٌ: إظهار تنوين (سميعٌ) عند حرف العين وهو من حروف الإظهار.

[فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ] (الزلزلة 7-8) [جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

ص: 61

خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ] (البينة 8)

[وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ] (الأنعام 26)

[وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً] (الكهف 43)

[فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً] (الكهف 65)

[أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] (القصص 61)

[الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ] (البقرة 27)

[وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] (لقمان 27)

[إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ] (يس 53)

[قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ] (الزمر 28)

[قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ] (فصلت 52)

[وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ] (البقرة 114)

ص: 62

أحكام الميم

اشارة

الميم (م) حرف من الحروف الهجائية :

لقبه: حرف شفوي.

مخرجه: ما بين الشفتين بانطباقهما.

صفاته اللازمة: الجهر والبينية والاستفال والانفتاح والإذلاق وتصحبه غنة مخرجها من الخيشوم.

صفاته العارضة عند سكونه: عند سكون الميم تعرض له ثلاث صفات: الإدغام الشفوي والإخفاء الشفوي والإظهار الشفوي.

وسميت هذه الصفات بالشفوية لخروج الميم من الشفتين. واصطلح العلماء على تسميتها بأحكام الميم الساكنة.

وقد تقدم تعريف الإدغام والإخفاء والإظهار.

الإدغام الشفوي

حروفه: حرف واحد وهو حرف الميم (م).

تدغم الميم الساكنة في مثلها فقط أي في حرف الميم فتصيران (الميم المدغمة والميم المدغم فيها) ميما واحدة مشددة بغنة، ويسمى هذا بإدغام المتماثلين.

وهذا الإدغام ناقص حيث تبقى الغنة صفةً للحرف المدغم.

أمثلة:

[الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ] (قريش 4)

ص: 63

[إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ] (الهمزة 8)

[وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ] (البروج 20)

[أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ] (المطففين 4)

[أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ] (المرسلات 20) الميم المشددة الثانية (في كلمة ماء) تدخل في باب إدغام النون الساكنة (نون من) في الميم، والميم المشددة الثالثة (مهين) ناتجة عن إدغام تنوين كلمة (ماء) في الميم. فقط الميم المشددة في كلمة (من) تتعلق بحكم إدغام الميم الساكنة الذي نحن بصدده.

[فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً] (نوح 25)

[وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً] (نوح 17)

[يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً] (نوح 11)

[وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ] (المعارج 27)

[أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ] (القلم 46) إدغام الميم الساكنة ورد في موضع واحد في هذا المثال وهو (فَهُم مِّن). أما الميم المشددة الثانية (مِّن مَّغْرَمٍ) فتدخل في باب إدغام النون الساكنة في الميم والميم المشددة الثالثة (مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ) فتدخل في باب إدغام التنوين في الميم.

الإخفاء الشفوي

حروفه: حرف واحد وهو حرف الباء (ب).

فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء جاز إخفاء الميم مع مراعاة الغنة.

ص: 64

ويلاحظ عند الإخفاء الشفوي تلاصق الشفتين ببعضهما تلاصقا رقيقا (أي عدم الضغط عليهما ضغطا قويا) دون انفراجهما حيث أن كلا من الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين.

ملاحظة: إذا وقع بعد الميم الساكنة باء جاز الإخفاء والإظهار وكلاهما صحيح ومأخوذ به. والإخفاء أرجح القولين وهو الذي نختاره.

أمثلة:

[سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ]( القلم 40)

[فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ] ( النازعات 14)

[وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ] ( التكوير 22)

[ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ] ( المطففين 17)

[فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ] ( الانشقاق 24)

[لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ] ( الغاشية 22)

[فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا] ( الشمس 14)

[أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى] ( العلق 14)

[إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ] ( العاديات 11)

[تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ] ( الفيل 4)

ضبط الإخفاء في المصاحف:

يراعى في ضبط المصاحف تعرية الميم الساكنة المخفية من علامة السكون.

ص: 65

الإظهار الشفوي

حروفه: كل حروف الهجاء عدا الميم والباء.

إذا وقع بعد الميم الساكنة أحد الحروف عدا الميم والباء وجب إظهارها.

ويكون الإظهار أشد عند الفاء (ف) والواو (و) نظرا لتقارب هذه الحروف من حيث المخرج (الشفتين)، وذلك لتمييز الحروف بعضها عن بعض وخوفا من عدم وضوح الحرف المظهر (الميم).

أمثلة:

[أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ] ( الفيل 2)

[لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ] ( الكافرون 6)

[إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً] (الانسان 9) [الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (الفاتحة 2)

[وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ] (البقرة 14)

[ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ] (البقرة 15)

[خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ] (البقرة 7)

[مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء] (ابراهيم 43)

[خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ] (القلم 43)

ص: 66

[وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً] (الانسان 21)

[نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً] (الانسان 28)

ضبط الإخفاء في المصاحف:

يراعى في ضبط المصاحف عند إظهار الميم الساكنة وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة مثل (وَالشَّمْسِ).

ملخص

تطبيق

مثال: بيان أحكام الميم الساكنة في قوله تعالى: [وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا] (آل عمران 103)

-عَلَيْكُمْ إِذْ: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.

ص: 67

-كُنتُمْ أَعْدَاء: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.

-قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم: إظهار الميم الساكنة عند الفاء.

-فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ: إخفاء الميم الساكنة عند الباء.

-وَكُنتُمْ عَلَى: إظهار الميم الساكنة عند العين.

-فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا: إدغام الميم الساكنة في ميم (منها) وهو إدغام متماثلين بغنة.

أمثلة

[فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ] (آل عمران 106)

[بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ] (آل عمران 125)

[وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ] (آل عمران 126)

[لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] (آل عمران 188)

[وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً] (نوح 12)

[وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ] (الممتحنة 11)

[إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً] (الانسان 22)

ص: 68

[مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً] (نوح 25)

[أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ] (الملك 17)

[إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ] (الملك 12)

[هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] (التغابن 2)

[وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ] (المنافقون 5)

ص: 69

المدود وأنواعها وأقسامها

تعريف المد

لغة: الزيادة

اصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد أو بأحد حرفي اللين.

حروف المد: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها

الياء الساكنة المكسور ما قبلها

الواو الساكنة المضموم ما قبلها

حروف اللين: الواو الساكنة بعد فتح نحو: خوْف

الياء الساكنة بعد فتح نحو: صيْف

تعريف القصر

لغة: ضده الطول، وقَصَر الشيء على كذا أي لم يجاوزه إلى غيره.

اصطلاحا: له معنيين:

-إثبات المد حركتين فقط عند الحديث عن مقدار المد، كقولك: يقصر البدل عند حفص أي يمد حركتين فقط.

- عدم المد أصلا عند الحديث عن وجود المد وعدمه، كأن تقول ألف (أناْ) تمد وقفا وتقصر وصلا.

أقسام المد

اشارة

ص: 70

المد قسمان: مد أصلي (وهو الطبيعي) ومد فرعي.

1. المد الأصلي

وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يوجد سبب خارجي له.

ويمكن تعريفه أيضا على أنه المد الذي ليس بعده همز ولا سكون ومقدار مده حركتان.

ويسمى المد الطبيعي لأن صاحب الطبيعة السليمة يمده مقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص. كما يسمى مدا أصليا لأنه أصل جميع المدود، ولأن حرف المد لا يتميز عن الحركة إلا به.

وقدر بعضهم مقدار الحركتين بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرفين متتاليين قَ قَ.

ويمكن تقسيم المد الأصلي إلى عدة أقسام:

أ-المد الطبيعي الثابت وصلا ووقفا.

ب-المد الطبيعي الثابت في الوقف دون الوصل.

ت-المد الطبيعي الثابت في الوصل دون الوقف.

ث-المد الطبيعي الحرفي في هجاء فواتح بعض السور.

2. المد الفرعي

وهو المد الذي يتوقف على سبب خارجي لإطالته، وتقوم ذوات الحروف بدونه.

ص: 71

وينقسم المد الفرعي إلى قسمين:

أ-المد الفرعي بسبب الهمزة. وهو ثلاثة أنواع:

- مد البدل.

-المد الواجب المتصل.

-المد الجائز المنفصل.

ب-المد الفرعي بسب السكون. وهو نوعان:

-المد اللازم (مد سكونه أصلي ثابت لا يتغير).

-المد العارض للسكون (مد سكونه عارض أي يثبت وقفا ويزول وصلا).

ويأتي بيان كل قسم في الأبواب التالية.

ملاحظة: الهمز والسكون سببان لفظيان للمد الفرعي. يوجد سبب آخر معنوي للمد ولكنه غير موجود في رواية حفص عن عاصم. والسب المعنوي هو قصد المبالغة في النفي ومنه مد التعظيم كما في [لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ] ومد التبرئة نحو [لاَ رَيْبَ فِيهِ].

المد الطبيعي الثابت وقفا ووصلا

إذا كان الحرف الذي يلي حرف المد متحركا دائما، وصلا ووقفا، ولم يكن همزا (تعريف المد الطبيعي)، وجب إثبات المد مقدار حركتين حال الوقف وحال الوصل. مثل:

ص: 72

-[أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ] (التكاثر 1) حرف الكاف من كلمة (أَلْهَاكُمُ) مضموم دائما لذا يجب مد الألف التي تسبقه مدا طبيعيا مقدار حركتين وصلا ووقفا. كذلك ثاء كلمة (التَّكَاثُرُ) مضمومة وصلا ووقفا لذا يجب مد الألف قبلها مدا طبيعيا في كل الأحوال.

-[يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً] (الانسان 7) يجب مد الواو المدية الأولى من كلمة (يُوفُونَ) مدا طبيعيا (مقدار حركتين) لأن الفاء التي بعدها متحركة دائما. أما الواو المدية الثانية من نفس الكلمة فلا تدخل في هذا النوع من المد الذي نحن بصدده (الثابت وقفا ووصلا) وذلك لأن النون التي بعدها متحركة حال الوصل وساكنة عند الوقف على الكلمة.

في كلمة (وَيَخَافُونَ): يجب مد الألف التي تسبق حرف الفاء حركتين أما الواو المدية في الكلمة فمدها الطبيعي لا يثبت إلا وصلا.

وبالنسبة لكلمة (مُسْتَطِيراً) تمد الياء المدية حركتين لأن الراء التي بعدها مفتوحة دائما.

-[فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ] (البينة 3) تمد ياء (فِيهَا) حركتين وصلا ووقفا.

-[فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ] (القارعة 6-7)

-[وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً] (العاديات 1-3)

المد الطبيعي الثابت حال الوقف فقط

يثبت المد الطبيعي حال الوقف دون الوصل في الحالات التالية:

1. أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة أخرى. نحو:

ص: 73

- [ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ] (المطففين 16) الواو المدية في آخر كلمة (لَصَالُوا) لا تمد إلا عند الوقف عليها أما عند الوصل فتُحذف لالتقاء ساكنين.

- [وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ] (الفجر 10) ياء (ذِي) تمد عند الوقف على الكلمة أما عند الوصل فيُحذف المد لالتقائه بساكن في الكلمة التالية.

- [فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ] (النساء 176) تمد الألف المدية في آخر (كَانَتَا) و(فَلَهُمَا) عند الوقف على الكلمة أما حال الوصل فتُحذف.

2. أن يكون حرف المد ألفا مبدلة من تنوين فتح في اسم مقصور. نحو:

- (هُدًى) في قوله تعالى [هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ] (البقرة 2) وقوله تعالى [ هَذَا هُدًى] (الجاثية 11) لا تمد الألف المدية من كلمة (هُدًى) إلا حال الوقف. ومثله (ضُحًى) (الأعراف 98)، (قُرًى) (الحشر 14)، (طوًى) (النازعات 16).

3. أن يكون حرف المد ألفا في اسم منصوب، ويسمى مد العِوَض. نحو:

-(عَلِيماً) و (حَكِيماً) في قوله تعالى [إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً] (الانسان 30) تمد الألف المدية في (عَلِيماً) و(حَكِيماً) عند الوقف على الكلمة فقط. فإذا تلوت الآية ووقفت على آخرها وجب مد ألف (حَكِيماً) مدا طبيعيا مقدار حركتين وعدم مد ألف (عَلِيماً) لوصلها.

4. إذا كان حرف المد في الأصل نونا رسمت تنوينا. نحو:

ص: 74

- (لَنَسْفَعاً) في قوله تعالى [كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ] (العلق 15)

5. إذا كان حرف المد ألفا متطرفة في الكلمات السبع التالية. نحو:

- (أَنَاْ) كما في قوله تعالى [وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ] (الكافرون 4)

- (لَّكِنَّا) في قوله تعالى [لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً] (الكهف 38)

- (الظُّنُونَا) في قوله تعالى [وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا] (الأحزاب 10)

-(الرَّسُولَا) في قوله تعالى [يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا] (الأحزاب 66)

-(السَّبِيلَا) في قوله تعالى [وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا] (الأحزاب 67)

-(قَوَارِيرَا) في قوله تعالى [وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا] (الانسان 15) كلمة (قَوَارِيرَا) المقصودة هنا هي التي في آخر الآية 15 من سورة الإنسان. أما كلمة (قوارير) الواردة في الآية 44 من سورة النمل، والآية 16 من سورة الإنسان، فليس في آخرها ألف مدية لا وصلا ولا وقفا.

- (سَلَاسِلَاْ) من قوله تعالى[إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً] (الانسان 4) عند الوقف على كلمة (سَلَاسِلَاْ) يجوز إثبات الألف ومدها مقدار حركتين ويجوز أيضا حذفها والوقف على اللام. أما عند الوصل فتحذف الألف المدية آخر الكلمة.

يوضع صفر مستطيل قائم فوق الألف المدية في هذه الكلمات السبع، عند ضبط المصاحف، للدلالة على زيادتها وصلا لا وقفا.

ص: 75

المد الطبيعي الثابت حال الوصل فقط

يثبت المد الطبيعي حال الوصل دون الوقف في الحالات التالية:

1. مد الصلة الصغرى: إذا كانت هاء الضمير (وهي الهاء التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر) متحركة بين متحركين، ولم يكن بعدها همز، وُصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها.

فإذا كانت الهاء مضمومة وُصلت بواو مدية تُمد، حال الوصل، مدا طبيعيا مقداره حركتان. وإذا كانت الهاء مكسورة وصلت بياء مدية مقدارها أيضا حركتان، وذلك عند وصلها فقط. أما في حالة الوقف فتكون الهاء ساكنة لا مد فيها. وهذه بعض الأمثلة:

-[وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ] (الإخلاص 4) تُقرأ (لهو كفوا)، إذ لا بد من صلة هاء (له) بواو مدية مقدارها حركتان، وذلك عند وصل (لَّهُ) ب-(كُفُواً).

-[فَأَثَرْنَ بِهِي نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِي جَمْعاً] (العاديات 4-5) تقرأ (بهي نقعا) (بهي جمعا) يتم وصل هاء (به) في الموضعين بياء مدية مقدارها حركتان.

-[إِنَّهُو كَانَ فِي أَهْلِهِي مَسْرُوراً] (الانشقاق 13) في حالة الوصل يجب صلة هاء (إِنَّهُو) بواو مدية مقدارها حركتان وهاء (أَهْلِهِي) بياء مدية مقدارها أيضا حركتان.

2. إذا كان حرف المد قبل الحرف الأخير في الكلمة، ففيه مد طبيعي عند الوصل. أما عند الوقف فإنه يصبح مدا فرعيا عارضا للسكون. مثل:

ص: 76

-[إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ] (الشورى 27) عند وصل (خَبِيرٌ) والوقف على (بَصِيرٌ) تمد الياء المدية في (خَبِيرٌ) مدا طبيعيا، في حين يُعد مد الياء في (بَصِيرٌ) مدا عارضا للسكون لا يدخل في هذا الباب. أما إذا وصلت كلمة (بَصِيرٌ) بما بعدها أصبح مد الياء فيها مدا أصليا.

- [إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ] (ابراهيم 5) عند وصل (صَبَّارٍ) تمد الألف المدية مدا طبيعيا أما حال الوقف فيصبح مدا عارضا للسكون. كذلك بالنسبة ل-(شَكُورٍ) يكون المد طبيعيا فقط حال الوصل. فإذا وصلنا (صَبَّارٍ) ووقفنا على (شَكُورٍ) كان مد (صَبَّارٍ) أصليا مقداره حركتان وكان مد (شَكُورٍ) مدا عارضا للسكون.

المد الطبيعي الحرفي في فواتح السور

الحروف التي وردت في فواتح السور أربعة عشر حرفا يجمعها قولك (صراط علي حق نمسكه). ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:

1. الحروف التي يكون هجاؤها على حرفين وهي خمسة أحرف مجموعة في (حي طهر) وتهجى هكذا: حا، يا، طا، ها، را،

2. الحروف التي يكون هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد وهي مجموعة في قولك (سنقص لكم): سين، نون، قاف، صاد، لام، كاف، ميم.

3. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين. وهو حرف واحد (ع) ويُهجى: عَيْن

ص: 77

4. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف ليس أوسطها حرف مد ولا لين. وهو حرف الألف فقط.

أما حروف القسم الأول (حي طهر) فتمد مدا طبيعيا مقدار حركتين ويسمى المد الطبيعي الحرفي أو مد الألفات. نحو:

-[حم] تمد الحاء عند هجائها مدا طبيعيا.

-[كهيعص] (مريم 1) تمد الهاء والياء مقدار حركتين.

- [طه] (طه 1) تمد الطاء والهاء مقدار حركتين.

-[الر] تمد الراء مدا طبيعيا مقداره حركتان.

وأما حروف القسمين الثاني والثالث فلا يدخلان في باب المد الطبيعي وإنما في باب المد الفرعي كما سيأتي بيانه.

وليس في القسم الرابع (الألف) مد.وذلك كما في [الر]

مد البدل

اشارة

مد البدل يندرج ضمن المد الفرعي الذي سببه الهمزة. وينقسم إلى:

مد البدل الأصلي

إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مد يناسب حركة الهمزة الأولى.

فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا وإذا كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا مدية وإذا كانت الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياء مدية.

ص: 78

ومقدار حرف المد المبدل عن همزة القطع الثانية حركتان عند حفص ويكون الإبدال ثابتا في الرسم، والوصل والوقف والابتداء.

-[فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ] (الأعراف 93) أصل (آسَى) "أَأْسى" حيث أبدلت الهمزة الساكنة ألفا لأن الهمزة الأولى مفتوحة. ومثلها (آدم) أصلها "أأدم" و(آتى) أصلها "أأتى".

-[قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ] (يوسف 64) (آمَنُكُمْ) أصلها "أأْمنكم" أبدلت الهمزة الساكنة ألفا مدية.

-[إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى] (النحل 90) أصل كلمة (وَإِيتَاء) إئْتاء ولكن للالتقاء همزتي قطع أبدلت الثانية ياء مدية لتتناسب مع كسر الهمزة الأولى. وتمد هذه الياء المدية مقدار حركتين. ومثلها (إيمان) أصلها "إئمان" و(لِإِيلَافِ) أصلها "لإئلاف"

-[لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ] (قريش 1)

-[وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ] (البينة 4) أصل (أُوتُوا) أؤتوا، بدلت الهمزة القطعية الثانية الساكنة واوا مدية مقدارها حركتين لأن الهمزة الأولى مضمومة. ومثلها (أُوذِينَا) أصلها "أؤذينا" و(أوتوا) أصلها "أؤتوا".

-[قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا] (الأعراف 129)

المد الشبيه بالبدل أو الملحق بالبدل

ألحق العلماء بمد البدل كل حرف مد وقع بعد همز، ولم يكن بدلا لهمزة قطع. ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام:

ص: 79

-ما يثبت وصلا ووقفا: نحو (نَبِّؤُونِي) من قوله تعالى [نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ] (الأنعام 143) فحرف المد هنا أصلي جاء بعد همز فألحق بمد البدل، ومقداره حركتان وصلا ووقفا.

-ما يثبت في الوصل فقط: نحو (تَشَاؤُونَ) من قوله تعالى [وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ] (التكوير 29) حرف المد في (تَشَاؤُونَ) أصلي جاء بعد همز لذا وجب مده، عند الوصل، مقدار حركتين باعتباره مدا شبيها بالبدل. أما حال الوقف فله حكم المد العارض للسكون. ومثله (مَآبٍ)، (يُرَاؤُونَ)، (لَيَؤُوسٌ).

-ما يثبت في الابتداء فقط: مثل (اِئْتُونِي) من قوله تعالى [أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا] (الأحقاف 4) عند الوصل تقرأ "السماواتئتوني" بدون مد أما عند الوقف على (السَّمَاوَاتِ) والابتداء ب-(اِئْتُونِي) فتقرأ "إيتوني"، وتأخذ الياء المدية حينئذ حكم مد البدل فتُمد مقدار حركتين عند حفص.

ومثال ذلك أيضا (ائْذَن) من قوله تعالى [وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي] (التوبة 49) تقرأ عند الابتداء بها "إيذن لي" ولا تمد عند وصلها بما قبلها.

ومثله (ائْتِنَا) في قوله تعالى [وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا] (الأعراف 77) تقرأ عند الابتداء بكلمة (ائْتِنَا) "إيتنا" أما عند الوصل فليس هناك مد.

ومثله أيضا [الَّذِي اؤْتُمِنَ] تُقرأ عند الابتداء بكلمة (اؤْتُمِنَ) "أوتمن".

المد الواجب المتصل

ص: 80

نوعه: المد الواجب المتصل مد فرعي سببه الهمز.

تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة.

سبب تسميته بالواجب المتصل: سمي واجبا لإجماع القراء على مده أكثر من حركتين. وسمي متصلا لوجود المد والهمزة في كلمة واحدة.

مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية. والمد أربع حركات هو الأشهر.

الوقف على المد الواجب المتصل المتطرف: إذا كانت الهمزة التي تلي حرف المد متطرفة موقوفا عليها، جاز مده (أي حرف المد) أربع أو خمس أو ست حركات.

أمثلة:

-[وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ] (البينة 4)

-[ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ] (الجمعة 4) عند الوقف على الهمزة المتطرفة في (يَشَاءُ) يجوز مد الألف المدية قبلها مقدار أربع أو خمس أو ست حركات.

-[إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ] (الممتحنة 2)

-[وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ] (الفجر 23)

-[إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ] (التوبة 37)

ص: 81

- [وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ] (غافر 58) مثال آخر من أمثلة المد الواجب المتصل المتطرف الموقوف عليه

-[وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ] (هود 77)

-[إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ] (هود 54) (الفجر 23)

-[أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ] (محمد 14)

المد الجائز المنفصل

نوعه: المد الجائز المنفصل مد فرعي سببه الهمز.

تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة وتليه الهمزة في أول الكلمة التالية.

سبب تسميته بالجائز المنفصل: سمي بالجائز لجواز قصره ومده عند القراء. فيجوز الاقتصار فيه على المد الطبيعي (حركتين) ويجوز مده أكثر من ذلك (أربع أو ست حركات).

وسمي منفصلا لأن حرف المد في كلمة وحرف الهمز منفصل عند في كلمة أخرى.

مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص ، والمد أربعا هو الأشهر. ويجوز الاقتصار فيه على حركتين.

ص: 82

والمد الجائز المنفصل يكون عند الوصل فقط أما عند الوقف على الكلمة الأولى فإن سبب المد (الهمزة) يزول، فيعود المد مدا طبيعيا.

تنبيه: إذا كان المد الجائز المنفصل في كلمتين متصلتين رسما نحو (هَاأَنتُمْ) أو (هَؤُلاء) أو (يَأَيُّهَا) فإنه لا يجوز الوقف على الكلمة الأولى، فلا يجوز الوقف على (ها) في (هَؤُلاء) و(هَاأَنتُمْ) أو (يا) في (يَأَيُّهَا).

ملاحظة: عند القراءة في المجلس الواحد يجب التسوية بين مختلف مواضع المد الجائز المنفصل. فيمدها كلها أربع حركات أو يمدها كلها خمس حركات أو يقتصر فيها كلها على حركتين.

أمثلة:

-[وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ] (الكافرون 5)

-[قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ] (الكافرون 1)

-[وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ] (المطففين 31)

-[انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ] (المرسلات 29)

-[الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ] (قريش 4)

مد الصلة الكبرى: يُلحق بالمد الجائز المنفصل مد الصلة الكبرى. وهو أن تكون هاء الضمير متحركة بين متحركين وبعدها همز في أول الكلمة التالية. نحو:

-[وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُو إِذَا تَرَدَّى] (الليل 11) توصل هاء (مَالُهُو) بواو مدية فتقرأ "مالهو إذا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل فتمد أربع أو ست حركات، ويجوز مدها حركتين.

ص: 83

-[أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُو أَحَدٌ] (البلد 7)

-[وَمَا يُكَذِّبُ بِهِى إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ] (المطففين 12) توصل هاء به المكسورة بياء مدية فتقرأ "بهي إلا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل.

المد اللازم

نوعه: المد اللازم مد فرعي سببه سكون أصلي ثابت لا يتغير.

تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا أو حرف مشدد في كلمة واحدة (لأن الحرف المشدد أصله حرفان متماثلان أولهما ساكن والآخر متحرك).

مقدار مده: أجمع القراء على إشباع مده إلى ست حركات.

سبب تسميته باللازم: سمي هذا المد لازما للزوم سببه أو للزوم مده ست حركات بالإجماع.

أقسامه: ينقسم المد اللازم إلى قسمين: كلِمي وحرفي.

1. المد اللازم الكلمي: إذا كان المد اللازم في كلمة فهم كلمي، ويكون:

* مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد في الكلمة حرف مشدد. نحو:

-[وَلاَ الضَّالِّينَ] (الفاتحة 7) وقعت اللام المشددة بعد حرف المد.

-[الْحَاقَّةُ] (الحاقة 1)

-[قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ] (يونس 59)

ص: 84

-[قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْن] (الأنعام 143)

*مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا وكان غير مشدد. ومثال ذلك [ءالئن] في موضعين من سورة يونس. وليس لها نظير في القرآن:

-[آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ] (يونس 51) وقع بعد الألف المدية حرف ساكن أصلي غير مشدد.

-[آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ] (يونس 91)

ملاحظة: يُطلق على المد اللازم الكلمي الذي سببه همزة استفهام اسم "مد الفرق"، ويكون ذلك في الكلمات التالية: [ءالئن]، [ءالله] و [ءالذكرين]. ويسمى كذلك لأننا نفرق بين هذه الكلمات الاستفهامية ونظائرها الخبرية بالمد. فالفرق مثلا بين (ءالئن) الاستفهامية التي وردت مرتين في سورة يونس وكلمة (الآن) الخبرية هو المد.

2. المد اللازم الحرفي: إذا كان المد اللازم في حرف من حروف الفواتح فهو حرفي. ويكون في الحروف التي يكون هجاؤها ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد أو لين وهي (نقص عسلكم).ويكون المد اللازم الحرفي:

*مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد حرف مدغم في ما بعده. نحو:

-[الم] (البقرة 1) أتى بعد الألف المدية في هجاء حرف ال-(لام) حرف (م) أدغم في الميم التي بعده فكان المد مثقلا.

ص: 85

-[طسم] (الشعراء 1) أدغمت النون التي تلي الياء المدية في حرف (السين) في الميم التي بعدها فكان مد الياء مثقلا.

*مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن غير مدغم بما بعده. نحو:

-[ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ] (ق 1) وقع بعد الألف المدية في حرف (قاف) حرف (ف) ساكن غير مدغم بما بعده فكان مد الألف مخففا.

- [ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ] (ص 1)

-[المر] تمد ألف (لام) مدا مثقلا لإدغام حرف الميم من (لام) في أول حرفي الميم من هجاء (ميم). أما الياء المدية في حرف ال-(ميم) فتمد مدا مخففا لوجود حرف ساكن غير مدغم بعدها (الميم الثانية من (ميم)).

تنبيه: تمد حروف الفواتح المجموعة في قولك (سنقص لكم) ست حركات. أما المد في هجاء حرف العين في فاتحة سورة مريم [كهيعص]وفاتحة سورة الشورى [عسق] فيجوز فيه (أربع حركات على أنه ملحق بمد اللين) والإشباع (ست حركات على أنه مد لازم). ومده ست حركات أولى.

ملاحظة: إذا وصلت فاتحة سورة آل عمران [ألم] بما بعدها فُتحت الميم. ويجوز حينئذ مد الياء عند هجائها (ميم) حركتين أو ست حركات. أما حال الوقف فتمد ست حركات ولا يجوز قصرها.

المد العارض للسكون

نوعه: مد فرعي سببه سكون عارض.

ص: 86

تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا عارضا بسبب الوقف.

أقسامه ومقدار مده: يقسم المد العارض للسكون من حيث أصل حرف المد إلى عدة أقسام:

1. المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي: يجوز في مده القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والطول (ست حركات) (2-4-6). كالوقف على:

- (الْأَوْتَادِ) في قوله تعالى[وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ] (الفجر 10) عند الوقف على (الْأَوْتَادِ) تمد الألف التي تسبق حرف الدال الساكن وقفا حركتين أو أربع أو ست حركات.

- (بِالدِّينِ) في قوله تعالى[كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ] (الانفطار 9) تمد الياء المدية في كلمة (بِالدِّينِ) حال الوقف عليها حركتين أو أربع أو ست حركات.

- (تَفْعَلُونَ) في قوله تعالى[يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ] (الانفطار 12)

2. المد العارض للسكون الذي أصله اللين (مدّ اللين): ويجوز مده أيضا حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلة ذلك الوقف على:

- (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى [إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ] (قريش 2) عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) تمد الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه (ف) مقدار حركتين أو أربع أوست حركات. وهذا مد عارض للسكون أصله مد لين.

ص: 87

- (الْبَيْتِ) في قوله تعالى [فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ] (قريش 3)

- (خَوْفٍ) في قوله تعالى[الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ] (قريش 4)

3. المد العارض للسكون الذي أصله مد البدل: ويجوز مده حال الوقف حركتان أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلته الوقف على:

-(الْمَآبِ) في قوله تعالى [وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ] (آل عمران 14)

-(خَاطِئِينَ) في قوله تعالى[إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ] (القصص 8)

-(يُرَاؤُونَ) في قوله تعالى [الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ] (الماعون 6)

4. المد العارض للسكون الذي أصله المد الواجب المتصل إذا تطرفت همزته: ويجوز مده حال الوقف أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6). أما حال الوصل فلا يمد إلا أربع أو خمس حركات كما هو مبين في باب المد الواجب المتصل. ومن أمثلته الوقف على:

- (يَشَاءُ) في قوله تعالى [ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ] (الجمعة 4)

- (بِالسُّوءِ) في قوله تعالى [إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ] (الممتحنة 2)

-(الْمُسِيءُ) في قوله تعالى [وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ] (غافر 58)

ملاحظة: يفضل بالنسبة للمد العارض للسكون التوسط والطول (أربع أو ست حركات).

ص: 88

مد الصلة

هاء الكناية: هي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر، مثل: عنده، كمثله، بعده.

حكم مدها: لهاء الكناية حالتان من حيث المد:

1.القصر (عدم المد أصلا): لا تُمد هاء الكناية ويُكتفى بتحريكها في الحالات التالية:

*أن تقع بين ساكنين. وذلك نحو:

-[وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ] (البلد 10)

-[وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ] (البقرة 197)

*أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن. نحو:

-[فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ] (الغاشية 24)

*أن يكون قبلها ساكن وما بعدها متحرك. مثل:

-[ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ] (القدر 1)

استثناء: تقصر هاء الضمير ولا تمد في جميع المواضع إذا كان ما قبلها ساكن وما بعدها متحرك، باستثناء موضع واحد: [وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً] (الفرقان 69) حيث توصل هاء (فِيهِي) بياء مدية تمد مقدار حركتين فتقرأ عند حفص (فيهي مهانا).

2. مد الصلة: إذا وقعت الهاء بين متحركين وصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها. فإذا كانت مضمومة وصلت بواو مدية، وإذا كانت

ص: 89

مكسورة وصلت بياء مدية. وينقسم مد الصلة إلى قسمين حسب الحرف الذي يلي هاء الكناية، فيُسمى:

*مد الصلة الصغرى: إذا وقع بعد هاء الكناية حرف غير الهمزة ويمد مدا طبيعيا مقدار حركتين. نحو:

-[وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ] (الإخلاص 4)

*مد الصلة الكبرى: إذا كان بعد هاء الكناية همزة. وفي هذه الحالة يلحق بالمد الجائز المنفصل فيمد أربع أو خمس حركات (4-5). نحو:

-[وَمَا يُكَذِّبُ بِهِي إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ] (المطففين 12)

استثناء: يستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:

-[وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ] (الزمر 7) تقرأ (يَرْضَهُ) بضم الهاء دون وصلها بواو مدية بالرغم من وقوعها بين متحركين. ويسمى هذا الحكم "قصر الصلة الصغرى".

-[اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ] (النمل 28) قرأ حفص كلمة (فَأَلْقِهْ) بتسكين الهاء.

-[قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ] (الأعراف 111) (الشعراء 36) قرأ حفص كلمة (أَرْجِهْ) بتسكين الهاء.

هاء (هذه): يُلحق بأحكام هاء الكناية هاء اسم الإشارة (هذه)، نحو:

ص: 90

-[إِنَّ هَذِهِي تَذْكِرَةٌ] (الانسان 29) توصل هاء اسم الإشارة (هَذِهِي) بياء مدية. والمد هنا مد صلة صغرى مقداره حركتان لأن الحرف الذي يلي الهاء ليس بهمز.

-[وَإِنَّ هَذِهِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ] (المؤمنون 52) المد في هذا المثال مد صلة كبرى مقداره أربع أو خمس حركات.

-[هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ] (الطور 14) في هذا المثال لا توصل هاء (هذه) بحرف مد لأن ما بعدها ساكن.

ضبط المصاحف: يُراعى عند ضبط المصاحف إلحاق واو صغيرة عند صلة هاء الضمير بواو مدية، وياء صغيرة عند صلتها بياء مدية (إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ).

وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف حمراء بحجم حروف الكتابة الأصلية. ولكن تعسر ذلك في المطابع فتم تصغيرها للدلالة على المقصود.

المد الطبيعي

مقداره: حركتان

أمثلة:أَلْهَاكُمُ، يُوفُونَ

ملخص وتطبيق

ص: 91

درجات المدود

كلما كان عدد حركات المد في الوصل والوقف أكثر كلما كان المد أقوى. وعلى هذا فإن أقوى المدود هو اللازم لأنه لا يجوز مده أقل من ست حركات وصلا ووقفا، وأضعف المدود البدل لأنه لا يمد أكثر من حركتين.

وترتيب المدود من الأقوى إلى الأضعف مبين في البيت التالي:

أقوى المدود لازم فما اتصل فعارض فذو انفصال فبدل

1-المد اللازم2 -المد الواجب المتصل 3-المد عارض للسكون

4-المد الجائز المنفصل5- مد البدل

فإذا اجتمع سببان من أسباب المد في حرف واحد فإن السبب الأقوى يستقل بالمد فيُعمل به. ومثال ذلك:

ص: 92

-(آمِّينَ) في قوله تعالى [وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً](المائدة 2) اجتمع سببان للمد: الأول مد البدل لأن الألف المدية جاءت بعد همزة، والثاني مد لازم كلمي لأن بعدها حرف مشدد. وحيث أن المد اللازم أقوى من البدل فإنه يُعمل بالمد اللازم فيُمد ست حركات.

مثال: بيان أحكام المد في قوله تعالى:[إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ] (الممتحنة 2)

-(يَثْقَفُوكُمْ) (يَكُونُوا) (وَوَدُّوا) : مد طبيعي مقداره حركتان في كل هذه المواضع.

-أَعْدَاء: مد واجب متصل همزته متطرفة. يُمد حال الوصل أربع أو خمس حركات. أما حال الوقف على الكلمة فيصبح المد عارضا للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات.

- وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ: مد جائز منفصل يُمد أربع أو خمس حركات ويجوز مده حركتين.

-بِالسُّوءِ: مد واجب متصل يمد حال الوصل أربع أو خمس حركات. عند الوقف على (بِالسُّوءِ) يصبح المد عارضا للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات.

-تَكْفُرُونَ: مد عارض للسكون (حال الوقف على الآية) أصله مد طبيعي، لذا فإنه يُمد حركتين أو أربع أو ست حركات.

أمثلة للتطبيق

[أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ] (محمد 14)

ص: 93

[الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ] (النحل 28)

[قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً] (الجن 20-21)

[لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ] (قريش 1-4)

[إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً] (الانسان 29-30)

[وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ] (المؤمنون 52)

[وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً] (الأنعام 80)

[وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً] (الكهف 39)

ص: 94

التفخيم والترقيق

التفخيم

لغة: التعظيم أو التسمين.

اصطلاحا: سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.

الترقيق

لغة: التنحيف وهو ضد التفخيم.

اصطلاحا: نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .

الأحرف الهجائية بين التفخيم والترقيق

اشارة

تنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:

1. حروف تفخم دائما: وهي حروف الاستعلاء: خص ضغط قظ

2. حروف تفخم تارة وترقق أخرى: الألف، الراء، لام لفظ الجلالة، غنة الإخفاء.

3. حروف مرققة دائما: وهي باقي الحروف الهجائية.

الأحرف المفخمة دائما

الحروف المفخمة دائما هي الحروف التي تتصف بصفة الاستعلاء.

وحروف الاستعلاء، كما هو موضح في مبحث المخارج والصفات، سبعة يجمعها قولك: خص ضغط قظ.

ص: 95

وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.

تتفاوت درجات التفخيم في هذه الحروف حسب حركة الحرف أو حركة ما قبله.

وهي أربع درجات (من الأقوى إلى الأدنى تفخيما):

الدرجة الأولى: إذا كان حرف التفخيم مفتوحا بعده ألف. نحو:

[وَلاَ الضَّالِّينَ] (الفاتحة 7)

[حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ] (التكاثر 2)

[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ] (الطارق 2)

الدرجة الثانية: إذا كان حرف التفخيم مفتوحا ليس بعده ألف. نحو:

[ اللَّهُ الصَّمَدُ] (الإخلاص 2)

[ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ] (الفلق 2)

الدرجة الثالثة: إذا كان حرف التفخيم مضموما. نحو:

[ غُلِبَتِ الرُّومُ] (الروم 2)

[فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ] (المنافقون 3)

الدرجة الرابعة: إذا كان حرف التفخيم مكسورا. نحو:

[ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ] (المرسلات 41)

ص: 96

[ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ] (الفاتحة 6)

وإذا كان حرف التفخيم ساكنا كانت درجة تفخيمه بحسب حركة الحرف الذي قبله. فإذا كان ما قبله مفتوحا كان في الدرجة الثانية، مثل:

[يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ] (البلد 15)

وإذا كان مضموما كان في الدرجة الثالثة، نحو:

[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ] (الفجر 27)

وإذا كان مكسورا كان في الدرجة الرابعة، نحو:

[وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجا] (نوح 18)

الأحرف المرققة دائما

وهي باقي الأحرف الهجائية عدا أحرف الاستعلاء (خص ضغط قظ) والأحرف التي تفخم تارة وترقق أخرى (الراء واللام والألف).

وهذه الأحرف ترقق دائما مهما كانت حركتها أو حركة ما قبلها أو الحرف الذي بعدها : ء ب ت ث ج ح د ذ ز س ش ع ف ك م ن ﻫ و ي

حالات تفخيم الراء

1. إذا كانت الراء مفتوحة. نحو: (تَرَ) و(رَبُّكَ) في قوله تعالى [ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ] (الفيل 1)

2. إذا كانت الراء مضمومة. نحو (رُزِقُواْ) و(رُزِقْنَا) في قوله تعالى [ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً] (البقرة 25)

ص: 97

3. إذا كانت الراء ساكنة بعد فتح أو ضم. نحو:

-(وَالْمُرْسَلَاتِ) و (عُرْفاً) و (فَرْقاً) في قوله تعالى [وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً] (المرسلات 1-4)

-(مَّرْفُوعَةٌ) في قوله تعالى [فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ] (الغاشية 13)

4. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء في نفس الكلمة. نحو:

-(لَبِالْمِرْصَادِ) في قوله تعالى [إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ] (الفجر 14)

-(قِرْطَاسٍ) في قوله تعالى [وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ] (الأنعام 7)

5. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض نحو:

-(لِمَنِ ارْتَضَى) في قوله تعالى [وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى] (الأنبياء 28)

-(أَمِ ارْتَابُوا) في قوله تعالى [أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا] (النور 50)

-(ارْجِعِي) في قوله تعالى [ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً] (الفجر 28)

6. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت حال الوقف عليها وكان قبلها حرف ساكن غير الياء، وقبل الساكن فتح أو ضم. ومثال ذلك:

ص: 98

- (وَالْفَجْرِ) و(عَشْرٍ) و(وَالْوَتْرِ) في قوله تعالى [وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ] (الفجر 1-4)

حالات ترقيق الراء

1. إذا كانت الراء مكسورة. نحو:

-(رِحْلَةَ) في قوله تعالى [إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ] (قريش 2)

-[ الْقَارِعَةُ] (القارعة 1)

2. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي في كلمة واحدة وليس بعدها حرف استعلاء. نحو:

-(فِرْعَوْنَ) في قوله تعالى [فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ] (البروج 18)

-(شِرْعَةً) في قوله تعالى [لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً] (المائدة 48)

-(مِرْيَةٍ) في قوله تعالى [أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ] (فصلت 54)

3. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً وكان قبلها ياء ساكنة، سواء كانت ياء مدية، مثل:

-(بَصِيرٌ) في قوله تعالى [وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] (التغابن 2)

-(لَّخَبِيرٌ) في قوله تعالى [إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ] (العاديات 11)

أم كانت ياء لينة (غير مدية)، نحو:

-(السَّيْرَ) في قوله تعالى [وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ] (سبأ 18)

ص: 99

-(الْخَيْرِ) في قوله تعالى [فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ] (الأحزاب 19)

4. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً، وكان قبلها حرف ساكن من أحرف الاستفال (غير أحرف الاستعلاء) وقبل الساكن كسر في نفس الكلمة. نحو:

-(السِّحْرِ) في قوله تعالى [إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ] (طه 73)

-(الذِّكْرِ) في قوله تعالى [ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ] (ص 1)

5. إذا كان بعد الراء حرف ممال. ووردت في موضع واحد من القرآن:

-(مَجْرَاهَا) في قوله تعالى [وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا] (هود 41)

الحالات التي يجوز فيها ترقيق الراء وتفخيمها

1. إذا كانت الراء ساكنة وكان قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور. نحو (فِرْقٍ) في قوله تعالى [فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ] (الشعراء 63) ويجوز في هذه الكلمة التفخيم والترقيق في حالتي الوصل والوقف والترقيق أرجح. وقيل الترقيق أولى حال الوصل والتفخيم أولى حال الوقف.

2. إذا سكنت الراء في حالة الوقف عليها وكان قبلها حرف استعلاء ساكن قبله كسر. نحو:

ص: 100

-(مِصْرَ) في قوله تعالى [ادْخُلُواْ مِصْرَ] (يوسف 99) يجوز التفخيم في راء (مصر) عند الوقف عليها لوجود حرف استعلاء قبله ويجوز الترقيق لوجود كسر قبل حرف الاستعلاء الساكن. وتفخيمها أولى لأنها في حالة الوصل مفخمة (مفتوحة).

-(الْقِطْرِ) في قوله تعالى [وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ] (سبأ 12) من اعتد بحرف الاستعلاء (الطاء) فخم راء (القطر) ومن أخذ بكسر القاف رققها. والترقيق هنا أولى لأنها في حالة الوصل مرققة.

-(وَنُذُرِ) في عدة مواضع من سورة القمر منها قوله تعالى [ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ] (القمر 16) يجوز ترقيق راء (ونذر) نظرا للياء المحذوفة في آخر الكلمة وذلك لأن الأصل (ونذري) ويجوز تفخيمها نظرا للضمة التي تسبق الراء. والترقيق هنا أولى لأن الراء مكسورة، وبالتالي مرققة، عند الوصل.

- (يَسْرِ) في قوله تعالى [وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ] (الفجر 4) يجوز تفخيم راء (يسر) للفتحة التي تسبق حرف السين الساكن ويجوز ترقيقها للياء المحذوفة من آخر الكلمة حيث أن أصل الكلمة (يسرِي). والترقيق هنا أولى لأن الراء مرققة عند الوصل (مكسورة).

-[فَأَسْرِ] و[أَنْ أَسْرِ] يجوز في هذه الكلمات التفخيم والترقيق حال الوقف عليها، والترقيق أولى لأنها مكسورة عند الوصل.

ملاحظة: تفخيم الراء وترقيقها حال الوقف عليها بالروم:

الراء المتطرفة الموقوف عليها بالروم (راجع أحكام الوقف) لها حكم الراء المتحركة. فإذا كانت مكسورة وصلا رققت حال الوقف عليها بالروم، وإذا كانت مضمومة فخمت.

ص: 101

أحكام تفخيم اللام

اشارة

لحرف اللام حكمان: التفخيم والترقيق.

حالات تفخيم اللام

1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها فتح أو كان مبدوء بها. مثل:

-[قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ] (الإخلاص 1)

-[اللَّهُ الصَّمَدُ] (الإخلاص 2). انتبه إلى ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (اللَّهُ) عند البدء بها

2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ضم. مثل:

-[نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ] (الهمزة 6)

3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله فتح. مثل:

-[وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً] (الجن 4)

4. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله ضم. مثل:

-[أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ] (نوح 3)

حالات ترقيق اللام

1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر أصلي. مثل:

-[قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] (الزمر 46)

-[وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ] (الأنفال 10)

ص: 102

2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر عارض. مثل:

-[لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمًْ] (الأعراف 164) وتقرأ (قَوْماً اللّهُ) : (قَوْمَنِ الله)

3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله كسر. مثل:

-[وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ] (الزمر 61)

4. سائر الكلام (إذ أن حرف اللام حرف استفال). مثل:

-[وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ] (العنكبوت 46)

-[هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ] (الملك 15)

أحكام تفخيم الألف وغنة الإخفاء

تفخيم الألف وترقيقها

يتبع الألف ما قبله تفخيما وترقيقا,فإن كان الحرف الذي قبله مفخما فُخم نحو:

-[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ] (القارعة 3)

-[وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ] (البروج 20)

-[وَلاَ الضَّالِّينَ] (الفاتحة 7)

وإن كان الحرف الذي قبله مرققا رُقق. نحو:

ص: 103

-[أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ] (التكاثر 1)

-[وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً] (النبأ 7)

-[وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ] (الكافرون 4)

تفخيم غنة الإخفاء وترقيقها

غنة الإخفاء تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا.

فإذا أخفي النون أو التنوين عند أحد أحرف الإخفاء المستعلية (ص ض ط ظ ق)، فخمت الغنة:

-[فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ] (الشرح 7)

-[هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ] (المرسلات 35)

-[وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ] (المطففين 31)

وإن كان حرف الإخفاء من حروف الاستفال، رققت الغنة:

-[وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ] (الشرح 2)

-[إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا] (النازعات 45)

-[إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ] (العصر 2)

تنبيهات حول أحكام التفخيم والترقيق

يجب على القارئ مراعاة أحكام التفخيم والترقيق أثناء التلاوة فيفخم ما يجب تفخيمه ويرقق ما يجب ترقيقه وخاصة إذا اجتمع حرفان أحدهما مفخم والآخر مرقق.

ص: 104

وهذه بعض المواضع والكلمات التي يجب الانتباه لها والاهتمام بها:

- ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (الله) عند البدء بها نحو [ اللَّهُ الصَّمَدُ] (الإخلاص 2)

- ترقيق اللام إذا كان بعدها حرف مفخم نحو:

* [وَلاَ الضَّالِّينَ] (الفاتحة 7)

*[وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً] (الكهف 19)

*[وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ] (آل عمران 122)

- ترقيق الميم في مثل هذه المواضع:

*(مَخْمَصَةٍ) في قوله تعالى [فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (المائدة 3)

*(مَّرَضٌ) في قوله تعالى [فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً] (البقرة 10)

*(مَرْيَمُ) في قوله تعالى [ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ](آل عمران 43)

- ترقيق الباء في مثل هذه الكلمات:

*(الْبَرْقُ) في قوله تعالى [يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ] (البقرة 20)

*(بِالْبَاطِلِ) في قوله تعالى [وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة 42)

- ترقيق الحاء إذا وردت قبل حرف استعلاء ومثال ذلك:

ص: 105

*(حَصْحَصَ) في قوله تعالى [قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ] (يوسف 51)

*(أَحَطتُ) في قوله تعالى [فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ] (النمل 22)

- ترقيق السين في الكلمات التالية وما شابهها:

*(المُستَقِيمَ) في قوله تعالى [اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ] (الفاتحة 6)

*(يَسْطُرُونَ) في قوله تعالى [ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ] (القلم 1)

ص: 106

أمثلة

[وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ] (هود 34)

[وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ] (الفجر 1-5)

[ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ] (القمر 22)

[ فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ] (القمر 24)

[وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ] (فاطر 11)

[إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ] (الكوثر 1-3)

[انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ] (المرسلات 30-33)

[ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (يونس 10)

[ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً] (الشرح 1-6)

[ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ] (الفتح 29)

ص: 107

[ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ] (النور 31)

[قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ] (غافر 29)

ص: 108

البدء بهمزة الوصل

اشارة

همزة الوصل: هي همزة زائدة أول الكلمة تثبت عند الابتداء وتسقط درجا حال وصلها مع ما قبلها. وعلامة همزة الوصل في المصاحف صاد صغيرة على الألف.

همزة القطع: هي الهمزة التي تثبت حالتي الابتداء والوصل.

همزة الوصل في لام التعريف (ال)

تًقرأ لام المعرفة "ال" بإثبات الهمزة مفتوحة ابتداء وإسقاطها عند وصلها بما قبلها. ومثال ذلك قوله تعالى [التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ] (التوبة 112) تثبت الهمزة في لام التعريف عند الابتداء ب-(التَّائِبُونَ) وتسقط في سائر الكلمات وصلا.

ملاحظة: إذا دخلت همزة الاستفهام على ألف لام التعريف بدلت همزة الوصل ألفا مثل (آللّهُ) في قوله تعالى [قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ] (يونس 59) أو سهلت مثل (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى [أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ] (فصلت 44)

تنبيه: عند البدء بكلمة (الاِسْمُ) في قوله تعالى [بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ] (الحجرات 11) يجوز الابتداء بالهمزة فتقرأ (أَلِسْمُ) ويجوز الابتداء باللام فتُقرأ (لِسْمُ)

همزة الوصل في الأسماء السماعية المحفوظة العشرة

ورد منها في القرآن سبعة أسماء وكلها يُبدأ بها بهمزة مكسورة وتسقط حال وصلها بما قبلها. وهذه الأسماء هي: ابن،ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان (اثنين)، اثنتان (اثنتين، اثنتا). ومثال ذلك:

ص: 109

- [ابْنَ مَرْيَمَ] (البقرة 87) [ابْنَتَ عِمْرَانَ] (التحريم 12) [امْرُؤٌ هَلَكَ] (النساء 176) [امْرَأَةُ الْعَزِيزِ] (يوسف 30) [اسْمَ رَبِّكَ] (الأعلى 1) [اثْنَيْنِ] (الأنعام 144) [اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً] (البقرة 60)

همزة الوصل في ماضي الأفعال وأمرها ومصدرها

* الأفعال الثلاثية:

الأمر: اضرب، افتح، ادخل

* الأفعال الخماسية:

الماضي: فانتقمنا، اختلف، اسودت

الأمر: اقترب، واصطبر

المصدر: اختلاق، انبعاثهم

* الأفعال السداسية:

الماضي: استكبر، واستفتحوا

الأمر: استغفر، استعينوا

المصدر: استكبارا، استغفار

ولا تأتي همزة الوصل في الأفعال الرباعية.

حركة همزة الوصل

- تكون همزة الوصل مفتوحة في لام التعريف حال الابتداء بها.

ص: 110

- تكون الهمزة مكسورة في الأسماء السماعية العشر (منها السبع الواردة في القرآن)

- تكون الهمزة في الأفعال (الماضي أو الأمر أو المصدر) مكسورة عند البدء بها إذا كان ثالث الفعل مكسورا كسرا أصليا أو مفتوحا، نحو (اهدِنَا) في قوله تعالى [اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ] (الفاتحة 6) و(اسْتَغْفِرْ) في قوله تعالى [اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ] (التوبة 80)

- وتكون مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموما ضما أصليا، نحو (ادْخُلُواْ) في قوله تعالى [ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ] (الأعراف 49)

- أما إذا كانت الضمة عارضة، فيرجع فيها إلى الأصل. وقد وردت في خمس كلمات: امشوا، اقضوا، ابنوا، امضوا، ائتوا. وأصل حركة الحرف الثالث في هذه الأفعال الكسرة، لذا تكسر همزة الوصل فيها حال الابتداء.

تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

يحرك الحرف الساكن بالفتح أو الضم أو الكسر إذا وقع قبل همزة الوصل، وذلك على النحو التالي:

- إذا سبق التنوين همزة الوصل فإن نونه تحرك بالكسر. مثل (عَدْنٍ الَّتِي) في قوله تعالى [رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ] (غافر 8) وقوله تعالى [فَلَهُ جَزَاءٍ الْحُسْنَى] (الكهف 88)

ص: 111

- إذا سبقت (مِنَ) همزة الوصل يحرك النون بالفتح مثل [مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ] (الناس 6) أصلها (مِنْ الجنة) حركت النون الساكنة بالفتح لوقوعها قبل همزة الوصل.

- إذا سبقت ميم الجمع همزة الوصل حُركت بالضم نحو [أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ] (التكاثر 1) أصلها (ألهاكمْ التكاثر) حركت الميم الساكنة بالضم لوقوعها قبل همزة وصل. ومثل ذلك [عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ] (البقرة 183) و[رَبُّكُمُ الْأَعْلَى] (النازعات 24)

- في غير الحالتين السابقتين يحرك الحرف الساكن الذي يسبق همزة الوصل بالكسر نحو (أَنِ امْشُوا) في قوله تعالى [وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ] (ص 6) ومثل ذلك [أَنِ اضْرِب] (الأعراف 160) و[أَنِ اصْنَعِ] (المؤمنون 27) و[وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ] (يوسف 31).

همزة الوصل مع همزة الإستفهام

إذا اجتمعت همزة الإستفهام مع همزة الوصل في كلمة فلها حالتان:

الحالة الأولى:

إبقاء همزة الإستفهام وحذف همزة الوصل ,وقد وقع هذا في سبعة أفعال فقط في القرآن الكريم ,وهي كما يلي:

ت - أصلها قبل حذف همزة الوصل - الكلمات السبعة بعد الحذف وموضع كل منها في القرآن الكريم

1- أإتَّخذتم - ﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ﴾ ( سورة البقرة: 80 )

2- أإفترى - ﴿ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ﴾ ( سورة سبأ: 8 )

3- أإطلعَ - ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ ( سورة مريم: 78 )

4- أإصطفى - ﴿أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ﴾ ( سورة الصافات: 153 )

ص: 112

5- أإستغفرت - ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ ( سورة المنافقون: 6 )

6- أإتَّخذناهم - ﴿ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ﴾ ( سورة ص:63 )

7- أإستكبرت - ﴿ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ( سورة ص:75 )

الحالة الثانية:

تبقى همزة الإستفام وهمزة الوصل معا بشرط إلا تنطق همزة الوصل محققة وفيها وجهان:

أ-تسهيلها بين بين :أي بين الهمزة والألف بدون مد ,كما في كلمة ﴿ءَٱعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ﴾ (سورة فصلت 44).

ب-إبدالها حرف مد مع الإشباع ستة حركات بشرط أن تقع بعد همزة الوصل(لام),وقد وقعت الهمزتان معا في ثلاث كلمات في القرآن الكريم ,وهي:

* ءَآلذَّكَرَيْنِ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم

﴿قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ﴾( الأنعام143, 144)

* ءَآلآنَ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم:

﴿آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾(يونس 51)

﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس91 )

ص: 113

* ءَآللّهُ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم:

﴿ قُلْ ءَآللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾(يونس 59)

﴿ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ( النحل 59 )

ملاحظة:

لا تجمع العرب بين همزتين ثانيتهما ساكنة ,فتتجول الثانية (الساكنة)إلى حرف من جنس حركة ما قبلها , مثل (إيتوا), (أُو تمِن ) عند عند البدء بها.

ص: 114

أحكام الوقف و الإبتداء

اشارة

تعتبر أحكام الوقف والابتداء من أهم المباحث في علم التجويد التي ينبغي على القارئ الاهتمام بها وإتقانها.

فبمعرفتها وتطبيقها تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والسامع.

قال الإمام علي (عليه السلام)في تفسير قوله تعالى [وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً] (المزمل 4) : هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف.

ومن المباحث التي تدخل في أحكام الوقف والابتداء والتي نتناولها في هذا الفصل:

- معرفة مواضع السكت في القرآن الكريم

- تقسيمات الوقف وأنواعه

- معرفة متى يجوز الوقف ومتى لا يجوز

- معرفة كيفية الوقف الصحيح

- متى يجوز البدء ومتى لا يجوز

- كيفية البدء الصحيح

- الابتداء بهمزة الوصل

السكت

تعريفه

ص: 115

لغة: السكت خلاف النطق

اصطلاحا: قطع الصوت زمنا ما دون الوقف من غير تنفس بنية متابعة القراءة.

مواضع السكت في القرآن

في رواية حفص عن عاصم أربعة مواضع للسكت متفق عليها وموضعان مختلف فيهما.

المواضع المتفق عليها:

1. السكت بين كلمتي (عِوَجَا) و(قَيِّماً) في قوله تعالى [الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ] (الكهف 1-2) على القارئ أن يسكت على كلمة (عِوَجَا) سكتة خفيفة بدون تنفس إذا أراد وصلها بما بعدها، ويكون السكت على الألف من غير تنوين. ومن السنة الوقف عليها وقفا كاملا مع التنفس لأنها رأس آية.

2. السكت بين كلمتي (مَّرْقَدِنَا) و(هَذَا) في قوله تعالى [قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ] (يس 52) لا توصل كلمة (مَّرْقَدِنَا) بما بعدها إلا بسكتة خفيفة. كما يجوز أيضا الوقف التام عليها.

3. السكت بين كلمتي (مَنْ) و(رَاقٍ) في قوله تعالى [وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ] (القيامة 27) لا يجوز الوقف على كلمة (مَنْ) لأنها ليست موضع وقف، إنما يجب وصلها بما بعدها مع السكت، دون إدغام للنون الساكنة في الراء.

ص: 116

4. السكت بين كلمتي (بَلْ) و(رَانَ) في قوله تعالى [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين 14) لا يجوز أيضا الوقف على كلمة (بَلْ) وقفا تاما، بل يجب السكت عليها مع إظهارها من غير إدغام.

الموضعان المختلف فيهما:

1. ما بين سورتي الأنفال والتوبة : [إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ] (الأنفال 75 - التوبة 1) يجوز الوقف والسكت على آخر سورة الأنفال كما يجوز وصلها بدون سكت بأول سورة التوبة مع إقلاب التنوين في (عَلِيمٌ). والوقف التام على رأس الآية مقدم في الأداء.

2. ما بين كلمتي (مَالِيهْ) و(هَلَكَ) في قوله تعالى [مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ] (الحاقة 28-29) يجوز في حالة وصل الآيتين السكت على حرف الهاء من كلمة (مَالِيهْ) ثم الابتداء ب-(هَلَكَ) مع إظهار حرفي الهاء، ويجوز أيضا عدم السكت وإدغام الهائين إدغام متماثلين فيصبحان هاءً واحدة مشددة. والسكت مقدم في الأداء حال الوصل. ويسن الوقف التام على (مَالِيهْ) لأنها رأس آية.

وقد وُضع، في المواضع التي لا خلاف فيها، حرف سين صغير فوق الحرف الأخير من الكلمة دلالة على السكت على ذلك الحرف حال الوصل:

ووضعت سين صغيرة على هاء (مَالِيهْ) بسورة الحاقة لأن السكت حال الوصل أرجح.

ولم توضع السين فوق ميم (عَلِيمٌ) آخر سورة الأنفال.

الوقف وتقسيماته

اشارة

ص: 117

تعريف الوقف

لغة: الكف والحبس

اصطلاحا: قطع الصوت والسكوت على آخر الكلمة زمنا يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة.

تعريف القطع

لغة: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلا .

اصطلاحا: قطع القراءة بنية الانتهاء.

تقسيمات الوقف

اشارة

يمكن تقسيم الوقف إلى قسمين:

1. وقف اضطراري: وهو أن يقف القارئ مضطرا من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس وضيق النفس والسعال والنسيان وغير ذلك.

2. وقف اختياري: وهو أن يقف القارئ باختياره وإرادته. وينقسم إلى قسمين:

-الوقف الاختياري الجائز: وهو الوقف على ما تم معناه. وينقسم إلى:

-الوقف الاختياري الممنوع أو غير الجائز أو القبيح: وهو الوقف على ما لم يتم معناه.

ويمكن إضافة نوعين آخرين وهما :

ص: 118

3. الوقف الانتظاري: وهو الوقف الذي يكون حال القراءة بأكثر من رواية. حيث يقف القارئ على كلمة للإتيان بباقي أوجه القراءة التي يريد قراءتها قبل الاستمرار في التلاوة. وهذا الوقف جائز عند تعلم قراءات مختلفة.

4. الوقف الاختباري: وهو أن يقف الطالب بطلب من معلمه لامتحانه واختبار معرفته بكيفية الوقف.

الوقف الاضطراري
تعريفه

وهو أن يقف القارئ مضطرا من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس أو ضيق النفس أو السعال أو النسيان أو غير ذلك.

حكمه

يجوز مطلقا، ويفضل تخير الكلمة المناسبة للوقف ما استطاع إلى ذلك سبيلا مع مراعاة شروط الوقف الصحيح وضوابطه.

الابتداء بعد وقف اضطراري

إن كان الابتداء بالكلمة التي تلي موضع الوقف الاضطراري حسن، استأنف القارئ تلاوته منها.

وإن لم يكن كذلك أعاد ما يراه مناسب من الآية حتى يتصل اللفظ ولا يختل المعنى.

وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات في القرآن.

ص: 119

الوقف على تاء التأنيث

إذا رسمت تاء التأنيث مبسوطة وقف عليها بالتاء وإذا رسمت مربوطة كان الوقف عليها بالهاء. وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات.

*رحمت: رسمت التاء مبسوطة في سبعة مواضع:

-[إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (البقرة 218)

- [وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ] (الأعراف 56)

- [قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ] (هود 73)

- [ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا] (مريم 2)

-[فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (الروم 50)

-[أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ] (الزخرف 32)

يوقف على كلمة (رَحْمَت) في جميع هذه المواضع بالتاء الساكنة (رَحْمَتْ). وما سواها من كلمة (رحمة) حيث رسمت التاء مربوطة فيوقف عليه بالهاء. نحو:

ص: 120

-[ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ] (البقرة 157)

* نعمت: رسمت التاء مبسوطة في أحد عشر موضعا:

-[وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ] (البقرة 231)

- وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ] (آل عمران 103)

-[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ] (المائدة 11)

-[أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً] (ابراهيم 28)

-[وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا] (ابراهيم 34)

-[أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ] (النحل 72)

- [يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ] (النحل 83)

-[وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ] (النحل 114)

-[أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ] (لقمان 31)

-[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ] (فاطر 3)

-[فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ] (الطور 29)

يوقف على كلمة (نعمت) في هذه المواضع بالتاء (نِعْمَتْ). وما سواها من كلمة (نعمة)، حيث رسمت التاء مربوطة، فيوقف عليه بالهاء مثل:

-[وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ] (الضحى 11)

ص: 121

*امرأت: رسمت التاء مبسوطة حيثما وردت مضافة إلى زوج، وذلك في المواضع التالية (سبعة):

-[إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] (آل عمران 35)

-[وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ] (يوسف 30)

-[قَالَتِ امْرَأَتُُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ] (يوسف 51)

-[وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ] (القصص 9)

-[ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَاِمْرَأَتَ لُوطٍ] (التحريم 10)

-[وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ] (التحريم 11)

يوقف على هذه المواضع بالتاء (امرأتْ). وفي المواضع الأخرى حيث رسمت بالتاء المربوطة (امرأة) فيكون الوقف عليها بالهاء، نحو:

-[وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً] (النساء 128)

*كَلِمَت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

-[وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] (الأنعام 115)

-[وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ] (الأعراف 137)

-[كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ] (يونس 33)

ص: 122

-[إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ] (يونس 96)

-[وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ] (غافر 6)

يوقف على هذه الكلمات التي رسمت بالتاء المبسوطة بالتاء (كَلِمَتْ). ويوقف عليها بالهاء الساكنة (كَلِمَهْ) في المواضع التي رسمت فيها بالتاء المربوطة مثل قوله تعالى: [ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء] (ابراهيم 24)

*سُنَّت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

-[وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينِ] (الأنفال 38)

-[اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً] (فاطر 43)

-[سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ] (غافر 85)

يوقف على هذه المواضع بالتاء وما سواها بالهاء

*لعنت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

-[ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ] (آل عمران 61)

-[وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ] (النور 7)

يكون الوقف على (لعنت) في هذين الموضعين بالتاء الساكنة وما سواهما بالهاء، نحو:

ص: 123

-[فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ] (البقرة 89)

معصيت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

-[وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ] (المجادلة 8)

-[فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ] (المجادلة 9)

يوقف على (معصيت) بالتاء في هذين الموضعين ولم ترد هذه الكلمة بالتاء المربوطة في القرآن.

غيابة رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى:

-[وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ] (يوسف 10)

-[وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ] (يوسف 15)

* بَقِيَّت: رسمت التاء مبسوطة في قوله تعالى [بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] (هود 86) يوقف عليها بالتاء. وما سواها من كلمة (بقيّتْ) فيوقف عليه بالهاء الساكنة (بقيهْ)، نحو [أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ] (هود 116)

*قرّت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ] (القصص 9)

*فطرت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا] (الروم 30)

*جَنَّت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُُ نَعِيمٍ] (الواقعة 89)

ص: 124

*ابنت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا] (التحريم 12)

*بَيِّنَتٍ رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ] (فاطر 40)

*جمالت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى [كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ] (المرسلات 33)

*شجرت: رسمت بالتاء المبسوطة في موضع واحد [إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ] (الدخان 43)

المقطوع والموصول

من أهم قواعد الوقف الصحيح أنه لا يجوز الوقف على متحرك بحركة كاملة بل يكون بسكون محض أو روم أو إشمام. كما أنه لا يجوز أيضا الوقف في وسط الكلمة المتصلة رسما مهما كان سبب الوقف اختياريا أو اضطراريا. لذا اهتم العلماء ببيان الكلمات الموصولة والمقطوعة حتى يكون وقف القارئ صحيحا.

*إذا رسمت كلمتان متصلتان وجب الوقف على الثانية منهما ولا يجوز الوقف على الأولى. نحو:

- (وَأَلَّوِ) في قوله تعالى [وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً] (الجن 16) أصلها "وأن لو"

-(بِئْسَمَا) في قوله تعالى [قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ] (البقرة 93) (البقرة 90) أصلها "بئس ما"

ص: 125

- (لِئَلاَّ) في قوله تعالى [لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ] (النساء 165) أصلها "لأن لا"

*إذا رسمت كلمتان منفصلتان يوقف على أي منهما حسب الاضطرار. نحو:

-(وَإِن مَّا) في قوله تعالى [وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ] (الرعد 40)

-(مِن مَّا) في قوله تعالى [وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم] (المنافقون 10)

-(أَن لَّا) في قوله تعالى [أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ] (القلم 24)

ومثلها: (أن لم) (أم من) (وحيث ما) (في ما) (أن لو) ..

-إذا رسمت كلمة مجزّأة وقف على الجزء الأخير منها دون الأول. وذلك في الموضع الوحيد في القرآن في قوله تعالى [سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ] (الصافات 130) فلا يجوز الوقف (إِلْ) بل يجب الوقف على (إِلْ يَاسِينَ).

الوقف على (أيّه)

يوقف على (أَيُّهَ) بتسكين الهاء من غير ألف في ثلاثة مواضع:

-[ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (النور 31)

-[وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ] (الزخرف 49)

-[سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ] (الرحمن 31)

وما عدا هذه المواضع فيوقف عليها بالألف، نحو:

ص: 126

-[قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ] (الكافرون 1)

-[يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ] (الانشقاق 6)

الوقف على اللام المنفصلة عن الاسم المجرور

يمكن الوقف على اللام إذا انفصلت عن الاسم المجرور في المواضع الأربعة التالية:

-[فَمَالِ هَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً] (النساء 78)

-[وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا] (الكهف 49)

-[وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ] (الفرقان 7)

-[فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ] (المعارج 36)

الوقف الاختياري الجائز
تعريفه

وهو أن يقف القارئ باختياره على ما تم معناه.

حكمه

وهو ما يجب الحرص عليه حتى تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والمستمع.

ص: 127

أقسامه
اشارة

ينقسم الوقف الجائز إلى ثلاثة أقسام:

- الوقف التام

- الوقف الكافي

- الوقف الحسن

الوقف التام

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى. كالوقف أواخر السور أو عند نهاية القصص أو أواخر صفات المؤمنين أو الكافرين أو عند الانتهاء من ذكر الجنة أو النار أو غير ذلك من المواضع التي ينتهي عندها موضوع ما ويبتدئ آخر.

حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده

أمثلة:

- الوقف على كلمة (الْمُفْلِحُونَ) في قوله تعالى [أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ] (البقرة 5-6) حيث انتهى الحديث عن صفات المتقين وابتدأ بعدها الحديث عن صفات الكافرين.

- الوقف عل (لِلْكَافِرِينَ) في قوله تعالى [فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ] (البقرة 24) حيث تم الحديث عن النار ويبتدئ الحديث بعدها عن الجنة.

ص: 128

- الوقف على (الثَّوَابِ) في قوله تعالى [وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ] (آل عمران 195-196) هذا الوقف تام لأن ما بعد الوقف لا يتعلق بما قبله لا معنى ولا إعرابا.

وقف البيان أو الوقف اللازم: وقف البيان من أنواع الوقف التام ويسمى أيضا بالوقف اللازم. وهو الوقف على كلمة لإيضاح المعنى إذا كان الوصل يسبب التباسا في المعنى في ذهن السامع وعدم إدراك للمراد من كلام الله.

ويشار إلى الوقف اللازم في رسم المصاحف بحرف ميم صغير:

ومثال ذلك:

- الوقف اللازم على كلمة (قَوْلُهُمْ) في قوله تعالى [وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ . إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] (يونس 65) فعدم الوقف قد يفهم منه أن قولهم بأن العزة جميعا هو مدعاة الحزن.

- الوقف على كلمة (عَنْهُمْ) في قوله سبحانه وتعالى [فَتَوَلَّ عَنْهُمْ . يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ] (القمر 6) إذا عدم الوقف قد يفهم منه أن التولي مأمور به "يوم يدع الداع إلى شيء نكر" فكان لزاما الوقف على (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) حتى يتضح المَراد ويعلم أن معنى الجزء الأول من الآية انتهى وأن المعنى الثاني بدأ.

الوقف الكافي

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى لا لفظا.

حكمه: يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.

ص: 129

أمثلة: الوقف على (الْبَيْتِ) في قوله تعالى [فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ] (قريش 3-4) لأن ما بعدها متعلق بما قبلها من حيث المعنى ولكنه غير متصل به من حيث اللفظ والإعراب.

الوقف الحسن

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى ولفظا. والمراد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة الإعراب.

حكمه: يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى ولا يحسن الابتداء بما بعده بل لا بد من إعادة الكلمة الموقوف عليها أو كلمة أو كلمتين قبلها حتى يتم المعنى، إلا إذا كان الوقف على رأس آية فإنه يجوز الوقف عليها والبدء بأول الآية التالية مطلقا وإن كان هناك تعلق لفظي ومعنوي. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على رؤوس الآيات.

أمثلة:

- الوقف على (الرُّومُ) ثم على (سَيَغْلِبُونَ) في قوله تعالى [غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ] (الروم 2-4) يجوز الوقف على رؤوس هذه الآيات وإن كان هناك ارتباط في اللفظ والمعنى لسُنّية ذلك.

- يجوز الوقف على (الْحَمْدُ للّهِ) في قوله سبحانه وتعالى [الْحَمْدُ للّهِ  رَبِّ الْعَالَمِينَ] (الفاتحة 2) ولكن لا بد من إعادتها وصولها بما بعدها.

ص: 130

- الوقف على كلمة (الرَّسُولَ) حسن في قوله تعالى [يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ] (الممتحنة 1) أما الابتداء بما بعدها (وَإِيَّاكُمْ) فقبيح ولا يجوز.

الوقف الاختياري الممنوع (غير الجائز)
تعريفه

وهو أن يقف القارئ باختياره على ما لم يتم معناه، وذلك لتعلقه بما بعده في اللفظ والمعنى.

حكمه

لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة كالسعال أو العطاس أو التثاؤب أو انقطاع النفس. فإذا وقف اضطرارا وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليتم المعنى.

درجاته

تتفاوت درجات الوقف الممنوع قبحا:

فمنه ما يجعل النص المقروء بلا معنى ولا فائدة ويترك السامع دون إدراك للمراد من النص المقروء كالوقف على الفعل دون الفاعل أو المبتدأ دون الخبر أو الشرط دون الجواب أو على الناصب دون المنصوب أو الجار دون المجرور. ومثال ذلك:

-الوقف على (وَهَلْ أَتَاكَ) في قوله تعالى [وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى] (طه 9)

-الوقف على (اسْمَ) في قوله تعالى [سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى] (الأعلى 1)

ص: 131

وأشد من هذا قبحا الوقف على ما يوهم معنى خلاف المراد، ومثال ذلك:

- الوقف على (وَالْمَوْتَى) في قوله تعالى [إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ  وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ] (الأنعام 36) والصحيح هنا الوقف اللازم على (يَسْمَعُونَ) حتى لا يتوهم السامع أن الواو بعدها للعطف وأن الموتى مع الذين يسمعون هم الذين يستجيبون.

- الوقف على (الصَّلاَةَ) في قوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ] (النساء 43)

وأشد كل هذا قبحا ما يوهم معنى مخالفا للعقيدة أو وصفا لا يليق بالله عز وجل. نحو:

- الوقف على (يَهْدِي) في قوله تعالى [إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] (المنافقون 6)

-الوقف على (يَسْتَحْيِي) في قوله تعالى [وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ] (الأحزاب 53)

كيفية الوقف الصحيح

اشارة

للوقف الصحيح ثلاث كيفيات وهي:

الروم

الإشمام

السكون المحض

الروم

تعريفه وأحكامه:

ص: 132

هو الإتيان ببعض الحركة بصوت يسمعه القريب دون البعيد. وقدر الباقي من الحركة بالثلث.

ولا يكون الروم إلا في الكسرة أو الضمة سواء كان الحرف مشددا أو مخففا أو كان منونا أو غير منون ولا يكون في الفتحة. مثل [أَهَكَذَا عَرْشُكِ] (النمل 42)

ولا بد حين الوقف بالروم من حذف التنوين من المنون. مثل قوله تعالى [لَفِي خُسْرٍ] (العصر 2)

أحكام المد حال الوقف بالروم:

حكم المد مع الروم هو حكمه مع الوصل، أي يمد مقدار ما يمد في حالة الوصل.

-فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يمد حينئذ مدا طبيعيا (حركتين)، نحو

*[الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ] (الفاتحة 3)

*[إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] (الفاتحة 5)

- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يمد حينئذ أربع أو خمس حركات كما في حالة المد الواجب المتصل، ولا يمد ست حركات. ومثال ذلك:

*[مِّنَ السَّمَاءِ] (النساء 153)

الإشمام

ص: 133

تعريفه وأحكامه:

هو ضم الشفتين من غير صوت بُعيد الوقف على الحرف الأخير من الكلمة ساكنا إشارة إلى الضم، بحيث يدركه المبصر دون الأعمى.

ولا يكو ن الإشمام إلا على الحرف المرفوع أو المضموم ولا يكون في الحرف المفتوح أو المكسور.

أحكام المد حال الوقف بالإشمام:

حكم المد مع الإشمام هو حكمه مع الوقف على سكون محض، أي يمد مقدار ما يمد في حالة الوقف على السكون.

- فإذا كان الحرف الموقوف عليه بالإشمام غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يعامل معاملة المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي أو مد لين أو مد بدل فيمد حركتين أو أربع أو ست حركات ، نحو قوله تعالى [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] (الفاتحة 5)

- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يعامل حينئذ معاملة المد المتصل العارض للسكون فيمد أربع أو خمس أو ست حركات ومثال ذلك الوقف على (مَا يَشَاءُ) في قوله تعالى [كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ] (آل عمران 47)

والإشمام يدرك بالبصر ولا يُسمع.

الإشمام في كلمة (تأمنا):

ص: 134

أصل كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى [قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ] (يوسف 11) (تأمنُنَا) وقد سكنت النون الأولى للإدغام.

وعند لفظ هذه كلمة (تَأْمَنَّا) بالإشمام، تًضم الشفتين بعد إسكان النون الأولى، كمن يريد النطق بضمة دون أن يظهر لذلك أثر في النطق، إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة. فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المرفوع.

السكون

تعريفه وأحكامه:

هو السكون الخالص أو المحض الذي ليس فيه حركة ولا بعض حركة.

ويكون الوقف بالسكون على الفتحة والضمة والكسرة.

أحكام المد حال الوقف بالسكون المحض:

قد تم بيان أحكام الوقف على السكون المحض في مبحث المدود باب المد العارض للسكون.

فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مد فإنه يمد حركتين أو أربع أو ست حركات

وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مد فإنه يمد أربع أو خمس أو ست حركات

ص: 135

علامات الوقف في ضبط المصاحف

م : علامة الوقف اللازم وتوضع حيث يكون المعنى قد تم ولا يتضح إلا بالوقف. وقد يؤدي عدم الوقف في هذه المواضع إلى التباس المعنى في ذهن السامع.

لا علامة الوقف الممنوع على الكلمة والابتداء بما بعدها. وتكون في وسط الآية ولا يًعتد بها إذا كانت على رأس آية لسنية الوقف عليها مهما كان تعلق الكلام بما بعده لفظا ومعنى.

صلى علامة الوقف الجائز مع أولوية الوصل.

قلى علامة الوقف الجائز مع أولوية الوقف.

ج علامة الوقف الجائز دون أولوية للوصل أو الوقف.

  علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يقف على الثاني. ويجوز عدم الوقف على أي الموضعين. ومثال ذلك قوله تعالى [ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ] (البقرة 2)

ص: 136

ملاحظات هامة

اشارة

هذه بعض الملاحظات الهامة التي يجب مراعاتها عند القراءة برواية حفص عن عاصم.

السين والصاد

قرأ حفص بالسين كلمة

-(وَيَبْسُطُ) في قوله تعالى [وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ] (البقرة 245)

- (بصطة) في قوله تعالى [وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً] (الأعراف 69)

-(بسطة) في قوله تعالى [قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ] (البقرة 247)

- وقرأ بالصاد كلمة (بمصيطر) في قوله تعالى [لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ] (الغاشية 22)

- وقرأ بالصاد والسين كلمة (المصيطرون) في قوله تعالى [أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ] (الطور 37) والنطق بالصاد أشهر.

كلمة (ضعف)

قرأ حفص كلمة (ضعف) و(ضعفا) في قوله تعالى [اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً] (الروم 54) بوجهين: فتح الضاد وضم الضاد. وفتح الضاد هو المقدم في الأداء.

ص: 137

كلمة (ءأعجمي)

تُقرأ كلمة (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى [أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ] (فصلت 44) بتسهيل الهمزة الثانية أي بنطقها بين الهمزة والألف.

كلمة (مجراها)

تُقرأ كلمة (مَجْرَاهَا) في قوله تعالى [وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا] (هود 41) بإمالة الألف بعد الراء، ويقتضي هذا ترقيق الراء. والإمالة صوت بين الألف والياء.

كلمة (تأمنا)

تُقرأ كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى [قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ] (يوسف 11) بوجهين:

-الإشمام: وهو إشارة بالفم إلى جهة الضم حال النطق بالنون المشددة.

-الاختلاس: وهو اختلاس حركة الضم عند النطق بالنون بحيث يبقى ثلثا الحركة ويذهب ثلثها.

وتقرأ بهذين الوجهين لبيان أن أصل النون المشددة نون مضمومة وأخرى مفتوحة.

كلمة (ءاتنيَ)

كلمة (ءاتنيَ) في قوله تعالى [فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتنيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ] (النمل 36) تُقرأ حال الوصل بإثبات الياء مفتوحة. أما حال الوقف فيجوز فيها وجهان:

ص: 138

-إثبات الياء ساكنة

-حذف الياء والوقف على النون ساكنة أو الوقف بالروم.

وإثبات الياء أولى.

أول سورة آل عمران

ثلاثة طرق لتلاوة أول سورة عمران [الم اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ] (آل عمران 1-2):

1. الوقف على (الم) ثم البدء بكلمة (اللّهُ). وفي هذه الحالة تمد ياء الميم مدا لازما.

2. الوصل، وفي هذه الحالة يلتقي ساكنان وهما الميم ولام لفظ الجلالة، فتحرك الميم بالفتح، وعندئذ تمد ياء الميم مدا طبيعيا لزوال سبب المد اللازم وهو السكون. وهذا قول من اعتد بالحركة العارضة.

3. الوصل مع فتح الميم ومد الياء مدا لازما مقداره ست حركات. وهذا قول من لم يعتد بالحركة العارضة.

فاتحة سورتي يس والقلم

عند وصل (يس) و(ن) بما بعدهما في قوله تعالى [ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ] (يس 1-2) وقوله [ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ] (القلم 1) لا تدغم النون في الواو بل يجب إظهارها في الموضعين.

وصل سورة الأنفال بسورة براءة

ص: 139

هناك ثلاثة أوجه لوصل سورة الأنفال بسورة براءة:

1. الوقف على نهاية الأنفال ثم البدء بأول براءة دون بسملة.

2. الوصل بين (عليم) و(براءة) مع الإقلاب.

3. السكت بين (عليم) و(براءة).

ملاحظات أخرى في قراءة حفص عن عاصم

1. قصر المد المنفصل مثل قوله تعالى [لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ] (الكافرون 2) والمد أربع هو الأشهر

2. توسط المد المتصل مقدار أربع حركات

3. قراءة (يبصط) في البقرة ، (بصطة) في الاعراف و(بمصيطر) في الغاشية بالصاد.

4. قراءة (المصيطرون) في الطور بالسين.

5. قراءة (ءالله) و(ءآلذكرين) و(آلآن) بالإبدال فقط.

6. هجاء حرف العين في فاتحة الشورى ومريم بالتوسط أربع حركات فقط. (يجوز التوسط أربع حركات والإشباع ست حركات والأخير أولى)

7. الوقف على (ءاتني) في قوله تعالى (ءاتني الله) من سورة النمل بحذف الياء.

8. الوقف على (سلاسلا) في سورة الانسان بالقصر.

9. قراءة (ضعف) و(ضعفا) في الروم بالفتح فقط.

ص: 140

10. قراءة (فرق) في الشعراء بتفخيم الراء فقط.

11. قراءة (تأمنا) في يوسف بالإشمام.

12. جواز التكبير وعدمه من آخر سورة الضحى

من أخطاء شائعة في القراءة

قصر المد المنفصل

1. عدم التسوية بين مواضع المد المنفصل فترى البعض يقصره أحيانا ويمده أحيانا أخرى في نفس المجلس. وفي هذا خلط بين طريقين مختلفين.

2. بعض الذين يقصرون المنفصل لا يلتزمون بباقي الأحكام الواردة عن رواة القصر والتي ذكرناها آنفا كقراءة (بصطة) بالصاد و(فرق) بتفخيم الراء وغير ذلك.

3. يقصر البعض ألف (هاؤم) في قوله تعالى [فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ] (الحاقة 19) ظنا منهم أنها مثل (هؤلاء) و(هأنتم) من قبيل المد المنفصل. وهذا غير صحيح حيث أنها كلمة واحدة والمد فيها مد متصل يجب مده.

مخارج الحروف

1. الظاء والضاد:

يخلط كثير من الناس بين حرفي الضاد والظاء لتشابه صفاتهما.

ص: 141

والصحيح أن الضاد تتميز من حيث صفاتها عن الظاء وعن باقي الحروف بصفة الاستطالة وهي، كما رأينا في مبحث المخارج، طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.

أما من حيث المخرج والصوت فلا تشابه بينهما البتة. فمخرج الضاد يكون من إحدى حافتي اللسان أو كلتاهما مع ما يحاذيها من الأضراس العليا. أما مخرج الضاد فيكون من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.

ونطق الضاد ظاء أو الظاء ضادا يؤدي إلى تحريف المعنى. فكلمة (ضل) بالضاد تختلف من حيث المعنى عن كلمة (ظل) بالظاء، وكلمة (ناظرة) تختلف عن كلمة (ناضرة).

2. إذا التقى حرفا الضاد والظاء وجب إظهارهما وتحقيق مخرج كل منهما وتمييز صفة الاستطالة في الضاد كما في قوله تعالى [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً] (الفرقان 27) أو قوله تعالى الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ] (الشرح 3).

3. يجب الانتباه أيضا إلى إظهار الضاد الساكنة عند الطاء نحو (اضْطُرَّ) في قوله تعالى [فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ] (البقرة 173) وعند التاء نحو (أَفَضْتُم) في قوله تعالى [فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ] (البقرة 198).

كما يجب الانتباه إلى إظهار الظاء عند التاء نحو (أَوَعَظْتَ) في قوله تعالى [قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ] (الشعراء 136).

4. في قوله تعالى [قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ] (القصص 23) ينطق بعض الناس حرف الصاد في كلمة (يُصْدِرَ) قريبا من حرف الزاي فيقرؤها (يُزْدِرَ). ومثل ذلك كلمة (الصِّرَاطَ) في قوله تعالى

ص: 142

[اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ] (الفاتحة 6) ونحو ذلك. وهذا غير وارد في رواية حفص.

5. يجد بعض الناس وخاصة الأعاجم منهم صعوبة في نطق بعض الحروف كالقاف ينطقها بعضهم قريبة من الكاف وكالجيم ينطقها البعض قريبة من الياء أو من الشين.

التفخيم والترقيق1

1. تفخيم غنة الإخفاء وترقيقها: الغنة تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا. والخطأ الأكثر شيوعا في ذلك ترقيق الغنة إذا كان ما بعدها حرف مفخم نحو (وَمَن قَالَ) في قوله تعالى [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ] (الأنعام 93) أو (مَن طَغَى) في قوله تعالى [فَأَمَّا مَن طَغَى] (النازعات 37) ، فالواجب في مثل هذه المواضع تفخيم الغنة عند إخفاء النون الساكنة في (من).

2. تفخيم الحرف المرقق إذا تلاه حرف مفخم. ومثال ذلك

* تفخيم البعض للتاء في كلمة (ترى) من قوله تعالى [فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ] (الحاقة 8) والصحيح ترقيقها.

*تفخيم النون في (نصر) في قوله تعالى [إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ] (النصر 1) والصواب أن حرف النون يرقق دائما.

*تفخيم الواو في (والله) كما في قوله تعالى [وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ] (البروج 20) وكلمة (وصية) من قوله تعالى [وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ

ص: 143

وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ] (البقرة 240). وهذا خطأ لأن الواو من الحروف المرققة دائما.

*تفخيم الفاء في كلمة (فقال) كما في قوله تعالى [فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا] (الشمس 13) ومثله تفخيم الفاء في كلمة (فَوْقَكُمْ) من قوله تعالى [وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً] (النبأ 12) وكلمة (فَضْلاً) من قوله تعالى [فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] (الحجرات 8). والصحيح أن حرف الفاء يرقق في جميع الأحوال.

*تفخيم الميم في (مَرْيَمَ) كما في قوله تعالى [وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً] (مريم 16) وفي كلمة (الْمَصِيرُ) من قوله تعالى [وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] (الملك 6). والصواب ترقيق الميم.

*تفخيم الألف الأولى في لفظ الجلالة (الله) عند الابتداء به نحو قوله تعالى [اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ] (آل عمران 2). وهذا من أكثر الأخطاء شيوعا لذا يجب الانتباه إلى ترقيق الألف عند الابتداء بلفظ الجلالة.

التفخيم والترقيق 2

1. يفخم البعض التاء من كلمة (مَّسْتُوراً) في قوله تعالى [وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً] (الإسراء 45) فتصبح مسطورا فيختل المعنى.

2. يرقق البعض الطاء في (مَسْطُوراً) في قوله تعالى [كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً] (الإسراء 58) فتصبح مستورا ويفخم البعض الآخر السين فتصبح مصطورا وفي كلتا الحالتين يختل المعنى

ص: 144

3. يفخم البعض الذال من كلمة (مَحْذُوراً) في قوله تعالى [إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً] (الإسراء 57) فتصبح محظورا فيختل المعنى

4. يفخم كثير من الناس السين والألف بعدها في كلمة (أَسَاطِيرُ) في قوله تعالى [إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ] (المطففين 13) فتخرج قريبة من (أصاطير). ويبالغ البعض الآخر في ترقيقهما حتى تصير الألف ياء أو في مرحلة بين الألف والياء.

5. يبالغ البعض في ترقيق الألف المدية فتخرج ممالة نحو ألف (الْبَاطِلُ) في قوله تعالى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ] (فصلت 42) أو (أَصْحَابُ) في قوله تعالى [لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ] (الحشر 20) أو يبالغ في تفخيمها فتخرج قريبة من الواو كألف (مِثْقَالَ) في قوله تعالى [وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ] (الزلزلة 8) أو (الطَّامَّةُ) في قوله تعالى [فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى] (النازعات 34) ، وكل هذا خطأ. ولنطق الألف مرققة أو مفخمة على الوجه الصحيح يجب المباعدة بين الفكين عند المد وعدم التقريب بينهما كثيرا.

6. يفخم كثير من الناس بعض الحروف المرققة أو يرقق بعض الحروف المفخمة تأثرا باللهجة العامية. كتفخيم الميم والفاء والباء أو ترقيق الصاد والراء في غير مواضع الترقيق.

أخطاء شائعة في قراءة بعض السور

1. يقرأ بعض الناس كلمة (مَالِكِ) في قوله تعالى [مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ] (الفاتحة 4) بتسكين الكاف والصواب كسرها. وفي الفاتحة أيضا يسكن البعض الدال

ص: 145

في كلمة (نَعْبُدُ) في قوله تعالى [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] (الفاتحة 5) مكتفيا بالواو بعدها والصحيح ضمها.

2. تُقرأ كلمة (عَشْرَةَ) في قوله تعالى [فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً] (البقرة 60) بتسكين الشين وليس بفتحها. ومثلها في الآية 160 من سورة الأعراف تُقرأ أيضا بتسكين الشين. أمّا في الآية 196 من سورة البقرة والآية 89 من المائدة فتقرأ بفتح الشين.

3. يقرأ البعض كلمة (تَعْثَوْاْ) في قوله تعالى [وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ] (البقرة 60) بضم الثاء ومدها "تعثُوا"، وهذا خطأ، والصواب قراءتها بفتح الثاء وتسكين الواو (تَعْثَوْاْ).

4. يقرأ بعض الناس كلمة (يُجَادِلُ) في قوله تعالى [هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] (النساء 109) بكسر اللام والصواب أنها مضمومة.

5. تُقرأ كلمة (السَّبُعُ) في قوله تعالى [وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ] (المائدة 3) بضم حرف الباء وليس بتسكينه كما يقرأ البعض.

6. يقرأ البعض كلمة (الْجِنَّ) في قوله تعالى [وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ] (الأنعام 100) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.

7. تُقرأ كلمة (حَمُولَةً) في قوله تعالى [وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً] (الأنعام 142) بفتح الحاء وليس بضمها.

8. في قوله تعالى [ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ] (الأنعام 143) تُقرأ كلمة (الْمَعْزِ) بتسكين العين وليس بكسرها.

ص: 146

9. في قوله تعالى [قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ] (الأنعام 161) تُقرأ (قِيَماً) بكسر القاف وفتح الياء بدون تشديد.

10.كلمة (مَذْؤُوماً) في قوله تعالى [قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً] (الأعراف 18) يقرؤها البعض "مَذْمُومًا" بالميم. وكلمة (مذموما) سورة (الإسراء 18 و22).

11.في قوله تعالى [تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً] (الأعراف 74) يزيد بعض الناس كلمة (من) قبل كلمة (الْجِبَالَ) فيقرؤها "وتنحتون من الجبال بيوتا". وكلمة (من) لم ترد في هذه الآية من سورة الأعراف وإنما وردت في الآية 82 من سورة الحجر والآية 68 من سورة النحل والآية 149 من سورة الشعراء.

12.في قوله تعالى [وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ] (الأعراف 170) تُقرأ كلمة (يُمَسَّكُونَ) بضم الياء وفتح الميم وكسر وتشديد السين.

13.بعض الناس يضم الواو أو العين من كلمة (دَّعَوَا) في قوله تعالى [فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ] (الأعراف 189) ، والصحيح أن الحرفين مفتوحان.

14. تقرأ كلمة (مُدَّخَلاً) في قوله تعالى [لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ] (التوبة 57) بضم الميم وفتح وتشديد الدال.

ص: 147

15. يزيد بعض الناس (من) قبل كلمة (تَحْتَهَا) في قوله تعالى [رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً] (التوبة 100). وهذا غير صحيح عند حفص.

16. كلمة (يَهِدِّي) (الثانية) في قوله تعالى [أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى] (يونس 35) قرأها حفص (أَمَّن لاَّ يَهِدِّي) بفتح الياء وكسر النون وتشديد الدال. والأصل في الكلمة (يهتدي). أدغمت التاء في الدال فالتقى ساكنان فكسرت الهاء لذلك.

17. وردت كلمة (لَيَقُولَنَّ) بفتح اللام الثانية في الآيتين :[وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ] (هود 7) و[وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي] (هود 10) ووردت بضم اللام الثانية (لَّيَقُولُنَّ) في الآية [وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ] (هود 8)

18. تُقرأ كلمة (بِجَهَازِهِمْ) في قوله تعالى [وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ] (يوسف 59) بفتح الجيم وليس بكسرها كما يقرؤها بعض الناس خطأ.

19. قرأ حفص كلمة (الْمَثُلاَتُ) في قوله تعالى [وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ] (الرعد 6) بفتح الميم وضم الثاء.

20. قراءة كلمة (رُبَمَا) في قوله تعالى [رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ] (الحجر 2) بتشديد الباء والصحيح أن حرف الباء مفتوح غير مشدد.

ص: 148

21. قراءة كلمة (تُؤْمَرُ) في قوله تعالى [فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ] (الحجر 94) بتسكين الراء عند الوصل والصحيح أنها مضمومة.

22. تقرأ كلمة (وَرَجِلِكَ) في قوله تعالى [وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ] (الإسراء 64) بفتح الراء وكسر الجيم واللام.

23. قراءة كلمة (نهرا) في قوله تعالى [وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً] (الكهف 33) بسكون الهاء. والصواب أن حرفي النون والهاء مفتوحين. ومثل هذا كلمة (بِنَهَرٍ) في الآية 249 من سورة البقرة وكلمة (وَنَهَرٍ) في الآية 54 من سورة القمر تُقرأ كلها بفتح النون والهاء.

24.يقرأ البعض كلمتي (لَنَفِدَ) و(تَنفَدَ) في قوله تعالى [قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً] (الكهف 109) بالذال، وهذا خطأ. والصحيح أن الكلمتين تُقرآن بالدال.

25. تُقرأ كلمة (الْوَلَايَةُ) في قوله تعالى [هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً] (الكهف 44) بفتح الواو.

26.في قوله تعالى [ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً] (الكهف 82) تقرأ كلمة (تَسْطِع) بتاء واحدة.

27.تُقرأ كلمة (اسْطَاعُوا) في قوله تعالى [فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً] (الكهف 97) بدون تاء.

ص: 149

28. يقرأ بعض الناس كلمة (الْأَيْمَنَ) في قوله تعالى [يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى] (طه 80) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.

29.تُقرأ كلمة (بِمَلْكِنَا) في قوله تعالى [قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا] (طه 87) بفتح الميم وليس بكسرها.

30. يقرأ بعض الناس (لْيَقْضُوا)، (وَلْيُوفُوا) و(وَلْيَطَّوَّفُوا) في قوله تعالى [ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ] (الحج 29) بكسر حرف اللام والصواب أن حرف اللام ساكن في الكلمات الثلاث.

31. قرأ حفص كلمة (وَيَتَّقْهِ) في قوله تعالى [وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ] (النور 52) بإسكان القاف وكسر الهاء بدون صلة.

32. في قوله تعالى [يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً] (الفرقان 69) تُقرأ كملة (فِيهِ) بمد هاء الصلة مقدار حركتين خلافا للقاعدة (هاء الكناية لا تُمد إذا كان ما قبلها ساكن ويستثنى من ذلك هذا الموضع من هذه الآية).

33. تُقرأ كلمة (ضَيْقٍ) في قوله تعالى [وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ] (النمل 70) بفتح الضاد وتسكين الياء.

34.في قوله تعالى [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ] (الروم 22) كلمة "العالمين" جمعٌ ل"عالِم" لذا تقرأ بكسر اللام الأخيرة (لِّلْعَالِمِينَ). ويخطأ البعض فيقرؤها (العالَمين) بفتح اللام كما في بقية المواضع.

ص: 150

35.كلمة (يَخِصِّمُونَ) في قوله تعالى [مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ] (يس 49) قرأها حفص (يَخِصِّمُونَ) بكسر الخاء وتشديد الصاد. وأصل الكلمة (يختصمون)، أُدغمت التاء في الصاد فالتقى ساكنان فكسرت الصاد.

36.تُقرأ كلمة (يَسَّمَّعُونَ) في قوله تعالى [لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ] (الصافات 8) بتشديد السين والميم.

37.تقرأ كلمة (بِذِبْحٍ) في قوله تعالى [وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ] (الصافات 107) بكسر الذال.

38. تُقرأ كلمة (الْمُصْطَفَيْنَ) في قوله تعالى [وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ] (ص 47) بفتح الفاء وتسكين الياء.

39. تقرأ كلمة (الَّذَيْنِ) في قوله تعالى [وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ] (فصلت 29) بفتح الذال وتسكين الياء للتثنية.

40. يقرأ بعض الناس كلمة (يَصِدُّونَ) في قوله تعالى [وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ] (الزخرف 57) بضم الصاد. والصواب أنها عند حفص بالكسر.

41. تُقرأ كلمة (وَنَعْمَةٍ) في قوله تعالى [وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ] (الدخان 27) بفتح العين.

42.من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (يَعْيَ) في قوله تعالى [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى] (الأحقاف 33) بكسر العين. والصواب قراءتها بالسكون (يَعْيَ).

ص: 151

43.تُقرأ كلمة (مَحِلَّهُ) في قوله تعالى [وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ] (الفتح 25) بكسر الحاء.

44. في قوله تعالى [وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً] (الفتح 10) قرأ حفص (عَلَيْهُ) بضم الهاء رجوعا إلى الأصل، حيث نقول (عملهُ) للمذكر. وقرأ البعض (عليهِ) بالكسر لمجاورة الهاء الياء.

45. يقرأ البعض كلمة (نَّتَّبِعُهُ) في قوله تعالى [فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ] (القمر 24) بتسكين العين، والصحيح أنها مضمومة (نَّتَّبِعُهُ).

46. قرأ حفص كلمة (وَهُوَ) في قوله تعالى [وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (الجمعة 3) بضم الهاء دائما. ويخطأ كثير من الناس فيقرؤونها بسكون الهاء.

47.قرأ حفص كلمة (يومئذ) في قوله تعالى [يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ] (المعارج 11) بكسر الميم (يَوْمِئِذٍ). أما في سائر الآيات فتُقرأ بفتح الميم (يَوْمَئِذٍ).

48.تُقرأ كلمة (النَّعْمَةِ) في قوله تعالى [وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً] (المزمل 11) بفتح النون وتشديدها.

49.يقرأ بعض الناس كلمة (الْمَجِيدُ) في قوله تعالى [ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ] (البروج 15) بكسر الدال عند وصل الآية بما بعدها. وهذه ليست قراءة حفص وإنما قراءة حمزة والكسائي وخلف. وتُقرأ عند حفص بضم الدال (الْمَجِيدُ).

ص: 152

50.في قوله تعالى [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ] (التكاثر 8) يمد البعض لام التوكيد في أول (لَتُسْأَلُنَّ) (وغيرها من المواضع المشابهة) فتصير لاما نافية (لا تسألن) فيختل المعنى ويصبح عكس المراد. والصواب تحريك اللام حركة دون مد. ومثل ذلك لَيُنبَذَنَّ]، لَتَرَوُنَّهَا]، لَيَطْغَى]، لَنَسْفَعاً] ...

أخطاء بسبب الرسم

كثيرا ما يقع القراء (وخاصة الذي يحفظون كتاب الله من المصحف) في أخطاء بسبب رسم بعض الكلمات، كرسم الألف المدية فوق الواو أو بعدها وغير ذلك. لذا لا بد من التنبيه على أهمية التلقي والسماع من أفواه المهرة من القراء.

وهذه بعض الأخطاء الشائعة:

1. إذا رسمت إشارة المد فوق الواو قرأت هذه الواو ألف مد في نحو ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ ﴿ٱلزَّكَوٰةَ﴾﴿ ٱلحيَوٰةُ﴾﴿ٱلرِّبَوٰٱ﴾ ﴿أَصَلَوٰتُکَ﴾ وغيرها. ومثال ذلك قوله تعالى :

(وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ) (البقرة 43)

2. وإذا رسمت الألف المدية بعد الواو قرأت بمد الواو مثل كلمة ﴿صَلَوَٰاتٌ﴾ في قوله تعالى:

(أُولَٰٓیِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌۖ) (البقرة 157)

لاحظ الفرق بين رسم ﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ في المثال السابق ورسم ﴿صَلَوَٰاتٌ﴾ في هذا المثال.

ص: 153

3. ﴿یَلْوُنَ﴾ (آل عمران 78) : تقرأ بمد الواو (يَلْوُونَ) وقد لا يظهر ذلك لصغر الواو المدية.

4. ﴿تَلْوُءٓٱ﴾ (النساء 135) تُقرأ (تَلْوُوا).

5. ﴿أَکَٰبِرَ﴾ (الأنعام 123) : تقرأ (أَكَابِرَ) بمد الكاف.

6. ﴿وُورِيَ﴾ (الأعراف 20) : تقرأ (وُورِيَ) رسمت الواو المدية واوا صغيرة.

7. ﴿ وَمَلَإِیْهِۧ﴾ (الأعراف 103) : تُقرأ (ومَلَئِهِ).

8. ﴿إِنَّ وَلِّۧیَ ٱللَّهُ﴾ (الأعراف 196) : تقرأ (إِنَّ وَلِيِّيَ الله).

9. ﴿لَأَمَنَ﴾ (يونس 99) : رسمت الهمزة قبل الألف المدية فتقرأ ألفا ممدودة (لآمَنَ).

10. ﴿نُۨجِی﴾ (الأنبياء 88) : لاحظ رسم النون الصغيرة في كلمة (نُنجِي). تقرأ ننجي بإخفاء النون الثانية.

11. ﴿لَأَتَوْهَا﴾ (الأحزاب 14) : تقرأ (لآتَوْهَا) بمد الألف وليس (لأتَوهَا). لاحظ رسم الهمزة قبل الألف المدية وليس عليها.

12. ﴿وَجِٱیٓءَ﴾ (الزمر 69) : تقرأ (وَجِيءَ).

13. ﴿بِأَیٗیْدٍ﴾ (الذاريات 47) : تقرأ (بِأَيْدٍ). الياء الثانية ذات الصفر المستطيل في كلمة ] لا تلفظ.

ص: 154

السور والآيات

عدد سور القرآن

اتفق العلماء على أن عدد سور القرآن أربع عشرة ومائة سورة أولها في ترتيب المصحف سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس

تقسيم سور القرآن

قسم العلماء سور القرآن إلى أربع أقسام وهي:

السبع الطوال: وهي البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف والتوبة. وقيل السابعة الأنفال والتوبة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة.

المئين: وهي السور التي يزيد عدد آياتها على المائة أو يقاربها. وقيل المئين من سورة يونس إلى الشعراء.

المثاني: وهي التي تلي المئين في عدد الآيات. وسميت كذلك لأن القارئ يثنيها في الصلاة أكثر من الطوال والمئين.

المفصل: وهي التي يكثر الفصل بينها بالبسملة لقصرها. واختلف العلماء في أول سور المفصل فقيل من أول الحجرات وقيل من أول سورة قاف (ق) وقيل غير ذلك. وينقسم المفصل إلى:

-طوال المفصل: حتى سورة المرسلات.

-أواسط المفصل: من سورة النبأ إلى سورة الليل.

ص: 155

-قصار المفصل: من الضحى حتى سورة الناس.

جدول بالسور المكية حسب ترتيب نزولها

ملاحظات

•ورد أن سورة الفاتحة نزلت بمكة المكرمة و المدينة المنورة.

•يقسم القرآن الكريم على (30) جزءً.

•يقسم القرآن الكريم على (60) حزباً.

•يضمُ القرآن الكريم (114) سورة.

•يضمُ القرآن الكريم (6236) آية.

•يبلغ عدد السور المكية – عدا سورة الفاتحة-(85) سورة.

•يبلغ عدد السور المدنية-عدا سورة الفاتحة- (28) سورة.

•مجموع السور= 85 مكية +28 مدنية+1 الفاتحة = 114

ت - السورة ت - السورة ت - السورة ت - السورة ت - السورة

1 - العلق21 - الإخلاص41 - الفرقان61 - الشورى81 - الإنفطار

2 - القلم22 - النجم42 - فاطر62 - الزخرف82 - الإنشقاق

3 - المزمِل23 - عبس43 - مريم63 - الدخان83 - الروم

4 - المدًثر24 - القدر44 - طه64 - الجاثية84 - العنكبوت

5 - المسد25 - الشمس45 - الواقعة65 - الأحقاف85 - المطففين

6 - التكوير26 - البروج46 - الشعراء66 - الذاريات

7 - الأعلى27 - التين47 - النمل67 - الغاشية

8 - الليل28 - قريش48 - القصص68 - الكهف

9 - الفجر29 - القارعة49 - الإسراء69 - النحل

ص: 156

10 - الضحى30 - القيامة50 - يونس70 - نوح

11 - الإنشراح31 - الهمزة51 - هود71 - إبراهيم

12 - العصر32 - المرسلات52 - يوسف72 - الأنبياء

13 - العاديات33 - ق53 - الحجر73 - المؤمنون

14 - الكوثر34 - البلد54 - الأنعام74 - السجدة

15 - التكاثر35 - الطارق55 - الصافات75 - الطور

16 - الماعون36 - القمر56 - لقمان76 - الملك

17 - الكافرون37 - ص57 - سبأ77 - الحاقة

18 - الفيل38 - الأعراف58 - الزمر78 - المعارج

19 - الفلق39 - الجن59 - غافر79 - النبأ

20 - الناس40 - يس60 - فصلت80 - النازعات

جدول بالسور المدنية حسب ترتيب نزولها

ت - السورة

1 - البقرة

2 -الأنفال

3 -آل عمران

4 -الأحزاب

5 -الممتحنة

6 -النساء

7 -الزلزلة

8 -الحديد

9 -محمد

10 -الرعد

11 -الرحمن

12 -الإنسان

13 -الطلاق

14 -البينة

15 -الحشر

16 -النصر

17 -النور

18 -الحج

19 -المنافقون

ص: 157

20 -المجادلة

21 -الحجرات

22 -التحريم

23 -الصف

24 -الجمعة

25 -التغابن

26 -الفتح

27 -التوبة

28 -المائدة

ص: 158

الخاتمة

آثرنا في خاتمة هذا العرض لآداب التلاوة القرآنية أن نتحدث بإيجاز عن أحد أهم الخطوط التي رسم بها المصحف الشريف وهو الخط الكوفي

فالكوفي خط عربي قديم نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة العلوية المقدسة .

وقد استخدم في الكتابة عموما , وفي كتابة المصحف الشريف خصوصا.

فجميع المصاحف التي نسخت قبل القرن الرابع الهجري كتبت به, ثم انتشر في العراق كله, كما استخدم في النقش على جدران المساجد والقصور وغيرها من خوالد فن العمارة الإسلامية .

يقوم هذا الخط المصحفي - وهو خط غير منقط - على إمالة في الألفات و اللامات نحو اليمين قليلا.

وفي النصف الأول من القرن الهجري الأول ظهر منه (خط المَشق),وفيه امتداد واضح لحروف الدال والصاد والطاء والكاف والياء الراجعة.

وفي هذا الخط صنعة وإبداع وتجويد واستمر حتى القرن الثاني ,وبه نسخت أكثر المصاحف التي تعود إلى ذلك العهد.

وتلا ذلك (الخط المحقَق) ,وهو كوفي مصحفي تكامل فيه التجويد والتنسيق, وأصبحت الحروف فيه متشابهة والمدًات متنامية, وزيًن بالتنقيط والتشكيل ,وتساوت فيه المسافات بين السطور .

يكتب الكوفي بقصبة ذات قَطة موحدة , وأنواعه : مائل ,مزهر ,معقد ,مورق ,منحصر ,معشَق ,مضفّر ,موشَح ,وليس لهذه الأنواع من الكوفي

ص: 159

الحديث ليست لها قاعدة ثابتة كالكوفي الذي كتبت به المصاحف ,إذ تدخل فيه زخارف هندسية ونباتية تختلط مع الخط الذي يشمل أكثر من ثلاثين نوعا.

إن أجمل ما كتب بهذا الخط في صدر الإسلام هو كتابة أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) , فالإمام(عليه السلام) هو مبدع الخط الكوفي وموجده,وله الفضل في ترتيب وتركيب الأحرف ,وفي الفصل والوصل بينها, فأضفى عمله(عليه السلام) على الخط الكوفي لطافة ومتانة .

ومن نماذج الخط الكوفي الذي يعود لأمير المؤمنين(عليه السلام) المصحف الكريم الذي كتبه(عليه السلام) والموجود في مكتبة متحف(قصر طوب قابي) في تركيا, والمسجل برقم Nr 1411.

ص: 160

الفهرس

الإهداء

المقدمة

فضل قراءة القرآن الكريم

آداب و سنن التلاوة

علم القراءات

الأحرف السبعة

القراءات المشهورة

القراءات الصحيحة و الشاذة

رواية حفص عن عاصم

مخارج الحروف

تفصيل المخارج

فهرس المخارج

ألقاب الحروف

صفات الحروف وأقسامها

الصفات اللازمة والعارضة

الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة

الصفات اللازمة المتضادة

الصفات التي لا ضد لها

علم التجويد

مراتب القراءة

اللحن في القراءة

الإستعاذة و البسملة

ص: 161

الإدغام

أقسام الإدغام

الإدغام الكامل والإدغام الناقص

إدغام المتماثلين

إدغام المتقاربين

إدغام المتجانسين

أحكام النون الساكنة والتنوين

الإظهار

الإقلاب

الإخفاء

أحكام الميم

الإدغام الشفوي

الإخفاء الشفوي

الإظهار الشفوي

المدود وأنواعها وأقسامها

المد الواجب المتصل

المد الجائز المنفصل

المد اللازم

المد العارض للسكون

مد الصلة

التفخيم والترقيق

البدء بهمزة الوصل

أحكام الوقف والابتداء

السكت

الوقف وتقسيماته

ص: 162

الروم

الإشمام

السكون

علامة الوقف في ضبط المصاحف

ملاحظات هامة

أخطاء شائعة في القراءة

أخطاء بسبب الرسم

السور والآيات

جدول بالسور المكية حسب النزول

جدول بالسور المدنية حسب النزول

الخاتمة

الفهرس

ص: 163

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.